م. بدر بن ناصر الحمدان
العنوان هو أجمل عبارة قالها الممثل «تيموثي سبال» بطل فيلم (الحافلة الأخيرة) كتعبير عن السلام الداخلي للإنسان الذي يُركّز على المُهمة التي يعمل من أجلها دون الإنشغال بما يحدث في محيطه من قبل الآخرين.
قصة تجسدها شخصية «توم هاربر» وهو رجل عجوز توفيت زوجته، ويقرر ترك منزله في أقصى شمال اسكتلندا لخوض تجربة السفر إلى المكان الذي انتقلوا منه في الأصل بالطرف الآخر من المملكة المتحدة تكريماً لرفاتها، محاولاً استعادة ذكريات شخصية لنفس الرحلة التي جاؤوا بها معاً قبل خمسين عاماً، وذلك من خلال بطاقة الحافلة المحلية المجانية في خط سير قديم جلّ خرائطه ومساراته وتذاكره قد فقدت صلاحياتها منذ زمن الخمسينيات، في رحلة حنين إلى الماضي يلتقي خلالها طوال الطريق بالسكان المحليين، ويواجه معهم بعض المواقف التي يحاول تجاوزها باستخدامه لعبارة «إننا نحاول أن يصل كل منا إلى وجهته».
سيناريو هذا الفيلم المليء بالنضج الدرامي يذكرنا بأننا لسنا وحدنا في رحلة الحياة، وأننا جميعًا في هذه الرحلة معًا، وهو ما يدفع بنا أن نكون أكثر سلاماً مع الآخرين لأن كل شخص مثقل بما يكفيه من أعباء الدنيا، ومشغول بالذهاب الى وجهة ما يرغب الوصول إليها بأقل الخسائر، ليتمكن من مواصلة الرحلة التي تليها حتى نهاية المطاف.
في طريقكم الى وجهتكم سوف تلتقون بالكثير من الناس، بسلوكيات وثقافات وطبيعة مختلفة، حاولوا قدر الإمكان تحمّل ما قد يبدر منهم، وتجاوزوا المنطقة التي ستتقاطعون معهم فيها، لتكن ردود أفعالكم أكثر نضجاً وهدوئاً، من أجل سلامكم الداخلي أولاً.
تذكروا دائماً أنها مجرد لقاءات عابرة، وعلاقات مؤقتة يمكنكم عبورها بالحد الأدنى من المواجهة، إذ لا أحد مجبر على البقاء في منتصف الطريق، وأنتم أنفسكم من سيكمل الرحلة دون أحد.