د. منى بنت علي الحمود
في الثاني والعشرين من شهر فبراير للعام 2022م.. لم استيقظ على تاريخ مميز فحسب.. لا يزال ذلك العنفوان والغضاضة والأملودية الخشنة تتداعى إلى مخيلتي. كان يوما حق له أن يسمى بـ»عيد الخود»، وأن يسجل في «أجندة» المنظمات العالمية.. كانت سارة ومنيرة والجدة حصة هن أبطال المشهد المجيد.
بسمات من دهشة.. وترقبات حذرة أصبحت تغلف ذلك الحدث.. على صفحة «البوليفارد» مؤذنة ببداية عصر جديد لفرحة الخود.. كنت أسمع مما قالته جدتي على شفاه بعض ممن حولي أنها تردد هذه الأبيات:
العيد لله، ثم عيد الخوندات
وإلا الصبايا كل يوم لهم عيد
نعم يا جدتي.. هو ذلك العيد الذي كنت تعنينه بالضبط.. عيد الخوندات الذي أشرقت عليه شمس يوم التأسيس المجيد لتحفه بيد أبوية حانية.. وكأن لسان حالها «ابتسمي بأمان» «أفرحي بلا رقيب على قلبك الطاهر» «كوني بعفويتك وجمالك المصون داخل ذاتك» «مكانك محفوظ في قافلة السعداء».. رددتها إيقاعات العرضات واللعب الفلكلوري وتغنجات الأوتار والايقاعات من حول ذاكرتي..
وجدتني أنثر ألواني بلا هوادة على صفحة أوسع من صفحة الـ»بوليفارد».. رسمتها بنشوة وطرب ومحبة إنها لوحتي التي تحدثت معها كثيراً.. وبحت لها ما لم ولن أبوح به لغيرها.. أسميتها بـ»يوم الخود».. فقد تعطرت خود الحجاز بالفل الجيزاني، وتخضبت خود الجنوب بنسمات الحسا، وانتشى حولها الزنبق منتصبا شامخا متشربا بخزامى الرياض.. وعانق الرمان الطائفي المشهد بلذته وعذوبته والذي كان يعد هدية قيمة عند أهل القصيم.. في لوحتي لا صوت لعقارب الساعة ولا مكان للجغرافيا.. فعندما ترتدي زي الآخر فأنت في ضيافته وحفاوته.. وعليه قراك بفتح ذاته لك وقبولك والتعايش معك.. غاب عن كلماتي كثير من التفاصيل التي أسررتها لخود لوحتي.. هي أسرار من حياتي.. وهذه هي كل الحكاية.