عثمان بن حمد أباالخيل

أسوار عقول البعض عالية شامخة تتحدي كل ما يحيط بها من تغييرات إيجابية، أسوار عقول البعض شامخه شموخ جبال آجا وسلمى لا يعنيها كل التغيرات الجغرافية. شموخ آجا وسلمى لا يمكن مقارنتها مع العقل البشري. إن العقل من أعظم النعم على الإنسان فإذا تم العقل تم معه كل شيء وإذا ذهب العقل ذهب معه كل شيء، فهو عنوان التفكير والتمييز بين الصالح والطالح. وتتفاوت نسبة الذكاء بين الناس ومهما تكن تلك النسبة ومهما تم تصنيف الناس ذكي أو متوسط الذكاء أو غبي فالعقل هو المدبر وهو النافذة التي نري ما يدور حولنا من نعم الله.

الرفض هو العنوان الكبير الذي يتلذذ به أصحاب الأسوار العالية والذين لا يدركون أنّ هذا الرفض يحجب عنهم ضوء الشمس ونور القمر، بالله عليكم كيف يتعلّم الإنسان إذا لمْ يكنْ عقله متفتّحًا لما هو جديد ولما هو لا يخدش العقل ولا يُقلل من نظرة الإنسان للحياة. (الإعاقة الحقيقية في العقول المغلقة. - المهاتما غاندي). العِناد سور ضخم كبير ربما أضخم من سور الصين العظيم يحيط بعقول بعض البشر لستُ أدري كيف تعاند في أمر يفديك، كيف تعاند في أمر إيجابي لماذا لا تعاند في الأمور السلبية، أليس هذا أفيد وأجدر أم إن السور يصعب اجتيازه.

بغض النظر هل العقل في القلب أم الدماغ لماذا نسوّره؟ لماذا نغتال عقولنا التي تزيّن لنا الحياة؟ لماذا تشعر بالبؤس والكائبه (كَم تَشتَكي وَتَقولُ إِنَّكَ مُعدِم وَالأَرضُ مِلكُك وَالسَماء والأنجم). العقول المسورة بسياج من الماضي وربما ورثه من الماضي الذي لا يغير من واقعه بأي شيء. بالنظر حولنا سنجد في الكثير ممن يريدون التخلص من تلك الأسوار لكنهم عاجزون فهي محفورة في عقولهم ومن الصعب إزالتها ربما من المستحيل. أزيلوا الأسوار العالية من الجهل والنضج الاجتماعي والوعي والتمتع بالحياة السعيدة وثبتوا تلك الأسوار التي تقيكم من العبث بأساسيات الدين والعرف الاجتماعي الجميل وليس الذي له وجهان.

أزيلوا تلك الأسوار التي تحيط بعقول البعض من البشر لكي تتمتعوا بما أنعم الله به عليكم، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (11) سورة الرعد. أسوار من صنع الإنسان أزيلت حين قرر الإنسان إزالتها، الأولى أن تزال تلك الأسوار التي تحيط بعقول البشر.

ليس هناك عقول صغيرة هناك عقول تحتاج إلى تفكير ورسم الابتسامة على من يحيطون بها، ليس هناك عقول صغيرة هناك عقول تحتاج إلى الابتعاد عن السطحية والنظر إلى الأفق البعيد. (إذا شاورت العاقل، صار عقله لك. - حكمة عربية). وكم أتمنى أن تكون المشورة هو سلوك ونهج أولئك الذين لا يعرفون يستخدمون عقولهم أو محدوديتها واصطدامها في تلك الأسوار العالية.