سهلة المدني
من أنا؟ الهروب من كل شيء يحدث للسبب وهو عدم تقبلك لما أنت عليه؟ لماذا يحدث ذلك؟ هناك بعض النساء اللاتي هربن من واقعهن وبحثن عن اللجوء في وطن غير وطنهن وكن يرين أن حياتهن ستكون أفضل عند اللجوء إلى بلد آخر لماذا يا ترى يحدث ذلك؟ وهناك قصص تقشعر لها الأجساد وتبكي منها القلوب، نعم، هذا واقع مؤلم يحدث للبعض من النساء والفتيات هروب من وطنهن وهروب من أسرهن، فنجد أسرة عزّزت ورسخت في داخلها حب وطنها غير أن هناك من أفرادها من سلك طريقاً مظلماً وأصبح معادياً لوطنه، وهناك من تتخذ من هروبها قصة بطولية تتناولها وسائل الإعلام بحثاً عن شهرة عالمية من خلالها، فلماذا الهروب ولماذا يتم سلوك ذلك الطريق؟ هناك سبب واحد ليس لعدم شعورهن بالأمان، بل بسبب واحد وهو بحثهن عن الحرية المنفتحة كما يحلمن - وهذا اعتقاد خاطئ - أن هذا هو أول طريق للنجاح، ولكن ما هو شعور أسرهن؟ بالطبع هو شعور مؤلم أن تفني عمرك وشبابك في شيء لن يكون لك، ولكن هناك درس مهم يجب أن نتعلّمه مما حدث ألا وهو أن لا نضع اللوم على أسرهن وأنهم لم يحسنوا تربيتهن، وهذا خطأ فادح، فنحن لا نعيش معهم لكي نرى كل شيء، فالبيوت لها حرمتها ولها أسرار لا يعلمها إلا أصحابها.
ليس كل ما يحدث بسبب عدم تربيتهن، فكل إنسان مثلما خلق الله له وجه وجسد خلق له شخصية مختلفة ولا يمكن السيطرة عليها، ونتذكر بذلك ما حدث مع النبي نوح عليه السلام عندما طلب من ابنه أن يصعد معه السفينة ورفض ابنه ذلك، وقال له الله جلّ جلاله إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ (هود:46)، فهذا حدث مع النبي ويمكن أن يحدث مع أي إنسان، فلا يجب أن نضع اللوم على أسرهن؛ فكل شيء اختيار وقدر يكتبه الله لك وأنت تسير فيه، وكل أسرة تعبت ولم تنجح في جعل ابنها يسلك الطريق الصحيح، فهذا ليس ذنبها، بل هو قدر ليس أكثر. وآية قرآنية تؤكد ذلك، قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ، وقلوب تذوب في السراب نعم، لكي لا نصبح هكذا إذا لم نر كل شيء على حقيقته.