محمد سليمان العنقري
تبذل المملكة جهوداً جبارة لخدمة ضيوف الرحمن والتي تشرفت بها وتسخر كل الإمكانات لها ويعد قطاع العمرة إحدى ركائز الرؤية الأساسية مع الحج وقد اتخذت العديد من الإجراءات لتسهيل رحلة المعتمرين ومن بين القطاعات التي تعد أساسية في خدمة زوار مكة المكرمة والمدينة المنورة قطاع السياحة بكافة خدماته، حيث يحظى باهتمام كبير ودعم متنوع حيث يعمل على تطوير الخدمات المقدمة للمعتمرين والزوّار وتسهيل قدومهم إلى المملكة، إذ يتم تطوير وتوسيع قطاع الضيافة وكذلك الخدمات التي تنعكس على راحة المعتمرين لإثراء تجربتهم بزيارة مكة المكرمة والمدينة، حيث يوجد العديد من الأماكن التاريخية والثقافية والمتاحف وذلك لإضافة بعد أعمق للزوار إلى أطهر بقاع الأرض.
فدور منظومة السياحة قائم على زيادة أعداد المعتمرين والزوار وذلك من خلال تسهيلات التأشيرات وكذلك رفع مستوى الخدمات المقدمة ونوعية الفنادق وتحسين جودة خدماتها بالإضافة لتدريب وتأهيل الكوادر البشرية وتوفير بيئة استثمارية جاذبة بهدف زيادة حجم وتنافسية السوق وتوفير فرص الاستثمار في قطاع السكن والضيافة، حيث أسست الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية صندوق التنمية السياحي الذي يهدف لتمويل المشاريع السياحية والذي قدم أكثر من مليار ريال كتمويلات لأربعة مشاريع لزيادة عدد الغرف الفندقية بنحو 930 غرفة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو ما يعد دعماً كبيراً لجذب مزيد من المستثمرين وتسهيل عمليات التمويل لهم للاستفادة من الفرص المتاحة بقطاع السكن والضيافة لخدمة المعتمرين، خصوصا بعد أن أصبح القدوم إلى المملكة وأداء العمرة أسهل من أي وقت مضى بعد عديد من الإجراءات التي اتخذت بهذا الشأن حيث تعمل أجهزة الدولة بشكل تكاملي لرفع جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، فمنظومة السياحة ممثلة بالوزارة تقوم بجهود كبيرة كونها تعد من أهم القطاعات التي تدعم نحاح التوسع بزيادة أعداد المعتمرين حسب رؤية 2030 التي تستهدف الوصول إلى 30 مليون معتمر سنوياً وهو ما يتطلب استعدادات مسبقة بزيادة حجم الاستثمار بقطاع السكن والضيافة، ففي المدينة المنورة أعلن معالي وزير السياحة أحمد الخطيب عن إعادة تأهيل وتشغيل 9000 غرفة فندقية لتدخل السوق قبل شهر رمضان المبارك ويتضح من جولات الوزير في مكة المكرمة والمدينة المنورة ولقائه برجال الأعمال لتسهيل جذب الاستثمارات وكذلك الوقوف على استعدادات القطاع في المدينتين أن جهوداً كبيرة تكرس وتبذل لتحقيق أهداف الرؤية في خدمة ضيوف الرحمن.
فالعمرة تعد فرصة أيضاً لإثراء تجربة المعتمرين واطلاعهم على المواقع التاريخية والثقافية والمتاحف وكذلك التطور الهائل الذي تعيشه المملكة على كافة الأصعدة حيث أطلقت الهيئة السعودية للسياحة بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة برنامج نسك ليكون المنصة الموحدة والرسمية لقاصدي مكة المكرمة والمدينة المنورة، فاستخدام التقنية الذي يأتي ضمن التحول الرقمي بالمملكة سيسهل كثيراً على المعتمرين إنهاء كافة إجراءتهم ومعرفة كل ما يحتاجونه في زيارتهم لأداء العمرة، فقد عملت وزارة السياحة بالتعاون مع كافة الجهات المعنية لتطوير كافة الخدمات لأجل زيادة المعتمرين من خلال العمل على خارطة طريق تضمن الوصول لأهداف الرؤية بهذا القطاع وخدمات ضيوف الرحمن إضافة لتسهيل قدوم المسلمين من مدن عديدة بالعالم من خلال الربط الجوي معها كوجهات جديدة في العالم، كما أن تمكين القطاع الخاص من خلال منظومة من المحفزات كان من بين ما تم اتخاذه من إجراءات ووضع له أنظمة لزيادة ضخ الاستثمارات في قطاع السياحة بكافة خدماته في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
فقد أصدرت وزارة السياحة 10 لوائح تستهدف تطوير القطاع ومن ضمنها لائحة خاصة لتمكين وتفعيل القطاع السياحي، إضافة للوائح ترتقي بمستوى الخدمات المقدمة وجودتها، كما ستقوم الهيئة السعودية للسياحة بافتتاح 10 مكاتب حول العالم خلال هذا العام لتقوم بالتخطيط السنوي لرفع أعداد المعتمرين وتسهيل إجراءات الشركات بما يحقق مستهدفات الرؤية في هذا القطاع.
فالعمرة وخدمة ضيوف الرحمن ركيزتان أساسيتان في رؤية المملكة 2030، وتقوم منظومة السياحة بكامل جهاتها بدور رئيس لتحقيق مستهدفات الرؤية وتحويلها إلى واقع وكذلك العمل على النهوض بكافة انشطة السياحة وعلى رأسها قطاع السكن والضيافة حيث سيضاف هذا العام في مكة المكرمة والمدينة المنورة 5000 غرفة فندقية، فقطاع السياحة يعد أحد أهم القطاعات في جذب الاستثمارات ورفع حجم الناتج المحلي ويحرك أنشطة عديدة بقطاعات اقتصادية أخرى كالقطاع الصناعي والمالي والثقافي ويولد فرص عمل ضخمة.