عثمان بن حمد أباالخيل
المحبة الفطرية المغروسة داخل الإنسان كثيرة ومتنوعة وتترجم إلى مشاعر تشعر الإنسان بالقرب من نفسه وتلبية حاجاتها ومشاعر بين الناس تشعرهم بإنسانيتهم هذه هي المحبة، المحبة الفطرية وهي عند كل البشر كمحبته النوم، والطعام والشراب، والمال والولد، والوطن مملكتنا الغالية مملكة الإنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معني إن الوطن هو حجر الأساس في المحبة والتضحية، وعلى الإنسان أن يبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعة وطنه وعزّته. ومن وجوه المحبة الفطرية محبة الجائع والظمآن للماء.
(أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى)
إيليا أبو ماضي
قمة المحبة هي المحبة في الإسلام محبة الخالق لخلقه ومحبة الخلق للخالق ومحبة البشر بعضهم بعضاً والرأفة والرحمة تعبران عن قيمة الحب في القرآن الكريم. الحب في الله هو أسمى أنواع الحب وأرفعها وأعلاها منزلةً، ومعناه أن يكون داعي الحب هو تقوى وصلاح ذلك المحبوب. المحبة بين الناس منظومة متكاملة من المشاعر الإنسانية لا ترتبط بعلاقة قرابة أو زمالة عمل أو الجار، وهي مشاعر فطرية تنبع من تلاؤم الإنسان في مجتمعه وحاجته له، والإنسان بفطرته يبحث عن الحب والتعاطف مع الآخرين، والمجتمع الذي يكون أفراده متحابين هو المجتمع الناجح الخالي من الأمراض الاجتماعية، في عصر التواصل الاجتماعي بدأت المحبة تأخذ مسارا آخر وتنحرف عند البعض إنها محبة المصلحة التي تنتهي مع انتهاء الهدف من الحب. السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا باتت الكراهية منهجا سلوكيا يمارسه البعض من الناس دون مواربة أو استخفاء ببساطة غياب المحبة بين الناس وظهور الأنا.
المحبة هي المظلة التي تحتمي تحتها الكثير من الصفات الحسنة، مثل الخير والتضحية والتواضع وغيرها من الصفات التي تميز الناس الأنقياء، شخصيا ومن خلال المجتمع الصغير الذي أعيش بين أحضانه المحبة رزق ونحن نسعى له، والمحبة كيمياء ونحن نسعى تمام تفاعله، والمحبة تتم بالكلمة الطيبة والتواضع لا بالكبر والفوقية، والمحبة ليست تجملا أو تمثيلا بل صدق في المشاعر في التعامل. حين يصاب الإنسان بالكراهية وهي عدوة المحبة تصبح حياته شجرة يابسة في صحراء قاحلة. هذا الحديث في محبة الله سبحانه وتعالى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض.
(التسامح محبة أصابها التعالي) جبران خليل جبران. الناس الذين يفتقدون التسامح ولا يعرفون طريقها تجدهم في صراع مع أنفسهم التي تلومهم من ضياع الرزق وتأنيب الضمير والخروج من دائرة الإنسانية التي تُظلهم في الدنيا.