علي الزهراني (السعلي)
تعرف يا قمر لماذا أعشق رؤيتك؟
لأنك مثلي تسمع الآهات وأنت مجروح تطبطب على العاشقين وأنت فاقد من يؤنسك، تسمع القصص والحكايات وأنت مَنْ يسمع حكايتك؟!
تضيء ليل الحيارى وأنت في حيرتك ووحشتك، تمسح دموع من يشتكي لك وأنت ودمعتك تتساقط لا أحد يحملها إلا أنت!
أنت يا قمر مثلي تماماً كوكب وحدك لا أحد معك تسمع ولا تتكلم تشعّ ضياءً وبداخلك ألف ألف حسرة، أتعرف يا قمري نعم اسمح لي أنك لي فأنت تشبهني كثيراً أتعرف أن لا أحد يحبني سوى حرفي سوى صدى صوتي المبحوح بداخلي أنّات تلوك في صدري ومع ذلك حرفي يجبرني أن أكتب،كنت دائما يا قمري أقول: خذوا مني كل شيء مالي ليالي ثواني كل تفاصيل يومي لكن لا تسرقوا من حرفي فأنا أحبه أهواه مثلك يا قمر
أتساءل دائما لماذا الشعراء يناجونك أنت يا قمر؟
احترت فكرت ازددت حيرة وعندما كاد القريب قبل الغريب أن يغتال حرفي هنا انتبهت وعرفت السبب! السبب يا قمر أنك قاضي القلوب ماسح دمعة الحروف صافٍ كبحر الأوزان الشعرية وافي كالقوافي، أحبك يا قمر أعشقك يا ضوء الحياة أهواك يا حبيبي لأنك وقربك كسطري ملاذا لحرفي، سأغازلك على طريقتي: أحبك وضياؤك يا نور السعادة، أهيم في تفاصيل حسنك يا ابتسامة معلّقة في قلادة، تعرف يا قمر أنك وأنا متشابهان فعلا الروح تعزف على وتر الشوق وأنا وأنت ندندن بالحروف فالشوق واحد اختلف العزف، قد تقول بينك وبين نفسك يا قمر هذا السعلي يغازلني؟ أقول لك بصراحة: والله لا أعلم الذي أعرفه أني أشتاق لك كلما شعرت بوحشة أكتب لك وأنت فوق كلما ناداني القهر يزاحمني فرحي ، فمتى تهبط من الغمام لأراك جيدا أم تبقى فوق في الحسب مختفيا، أتعرف يا قمر قد نختلف على شيء واحد أحبه فيّ وأكره فيك تعرف ما هو؟ حسنا أنا أغيب لئلا أعشق.. أكثر وأنت تختفي للغياب وهذا ما أكرهه فيك، خسارة فعلاً ألا تكتمل دائرة الحضور غيابك شوق وغيابي قلق وكتابة شتَّان بين الأمرين يا قمر شتَّان، تعود متى؟
حين أكره غيابك حين تقرأ وتسمع آهاتي وتمضي للغياب سأسميك عذراً حضرة السيد غياب.
سطر وفاصلة
حين تصحو لتنام ثم ترى الأشياء في دائرة مكبّرة، حين يمر عليك الجميع ويقولون: هاه عساك الآن بخير؟
حين تتغيّر طعم الأكل في فمك، حين يختفي القمر من أجل مناجاته كعادة لك بعد منتصف الليل، حين يفرّ منك الأصدقاء واحداً تلو الآخر، حتى مديرك في العمل لم يقل لك الله يشفيه حين تستدعي أبيات المتنبي:
وزائرتي كأن بها حياء
فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي
حسبي الله عليك أيتها الحُمّى تختبئين وتمرضين وأنت تضحكين، والملدوغ منك يتأوّه وأنت ترقصين، تصيبنا في مقتل ونرفع الراية البيضاء وأنت تصفقين إعلاناً للنصر.
خلاص أيها القرّاء دعواتكم السعلي مرض الحمد لله.