افتتح الفنان التشكيلي القدير الأستاذ محمد بن عبدالعزيز المنيف معرضه الشخصي (كما أراها) في جاليري الفن النقي بمدينة الرياض وهو المعرض الشخصي العاشر للفنان المنيف بعد انقطاع عن المعارض الشخصية لمدة أربعين عاماً.
حيث احتوى المعرض على أربع مجموعات من الأعمال التشكيلية كان أولها القرية حيث بدت بأسلوب متفرد وإبداع لرائد من رواد الفن التشكيلي في المملكة وأحب هذه المجموعة لما تحويه من ذكريات قديمة حيث قال (في هذه المجموعة أرسم ما تمليه علي ذاكرتي ومشاعري قبل أن اصل سن الخامس عشرة من عمري) واختار أن تكون البيوت بشكلها الدائري وابتعاده عن الزاوية فيها وفي أبوابها ونوافذها لما تمثله لها من حضن حنون يحتضن تلك المرحلة من حياته ويظهر أحاسيسه ومشاعره في تكوينها.
أما المجموعة الثانية فقد أسماها مجموعة طويق حيث مارس هذا الأسلوب في ثمانينات القرن الماضي وعند عمله على هذا المعرض أراد استعادة هذا الأسلوب ليبدأ فيه تكوين طويق لكن برؤيته هو لا بنقله لصورة عادية بتفاصيلها، حيث أوضح أنه يرى طويق ككتل صخرية يتسلط عليها الضوء بإيقاع لوني مميز يتناغم مع تغير الضوء عليه بين فترات النهار من شروق الشمس إلى غروبها.
والمجموعة الثالثة أسماها «إيقاع لوني» حيث تكونت بحركة لونية نتجت من تجربة الفنان المنيف التي امتدت لعقود من الإبداع والتميز قال عنها (كنا في معهد التربية الفنية لدينا حصة نشاط اسمها التذوق الموسيقي حيث شرح لنا معزوفة بيتهوفن بشكل حركي مثلها بعربة يسحبها خيول فتصعد على طريق مرتفع ثم في منحدر وتتدرج كذلك موسيقية المعزوفة ومن هذا الموقف استوحيت هذه التجربة) حيث أن الأعمال في هذه المجموعة تتناغم بإيقاع لونية وبحرية إبداعية لا تتوقف عند حدود أو قيود ولعلها في بعض الأعمال احتوت ذاك الحنين إلى تلك البيوت القديمة في أبوابها أو زخارفها أو بعض من مفرداتها ليتجلى فيها المنيف إلى ذروة الإبداع ويصنع بها أيقونة جمالية تحمل في طياتها الكثير من الحنين والذكريات.
أما المجموعة الرابعة فكانت تمثل الصحراء لكن بأسلوب المنيف المتميز حيث أخذ فيها الخطوط المتموجة والأفق الواسع ليطلق عنان ألوانه لتشكل هذه الطبيعة (طبيعة الصحراء) بآفاقها الواسعة ومداها اللامتناهي لتكمل جمال المجموعات السابقة بنفس الروح والمشاعر التي حملها إحساس الفنان القدير محمد المنيف.
محمد عبدالعزيز المنيف مواليد عام 1372هـ 1952م حوطة سدير.
فنان تشكيلي من الجيل الثاني مصنف من رواد التأسيس في الفن السعودي، كاتب، وباحث في الفن التشكيلي.
دبلوم تربية فنية 1972 - 1973م.
عمل معلما للتربية الفنية 25 عاما.
محرر الفنون التشكيلية في صحيفة الجزيرة منذ عام 1396ـ 1976م هـ وحتى 2020.
أحد الإعلاميين المشاركين في العديد من دورات آرت دبي ضمن فريق الإعلام العالمي وفن أبوظبي، لوفر أبوظبي وبينالي الشارقة.
عمل نائبا لرئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية من عام 1428هـ ثم رئيسا مكلفا من معالي وزير الثقافة ووكيل الوزارة عام 2012م إلى نهاية 2017م.
يعد لطباعة ثلاثة كتب في مجال الفنون التشكيلية هي (المرأة في الفن التشكيلي من ملهمة إلى منافسة) و(تجربتي بين القلم واللوحة) وكتاب (المؤثرات المعاصرة في الفن السعودي).
أقام تسعة معارض شخصية أولها عام 1974م مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.
شارك في مختلف المعارض المحلية منذ انطلاقة الفن السعودي عام 1976م المحلية والدولية..
مثل المملكة في عدد من المعارض التشكيلية السعودية في الخارج منذ عام 1974م.
شارك في تحكيم العديد من المعارض التشكيلية محلية وعربية.
عضو أول لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1974م.
عضو اللجنة العليا لوضع لائحة بينالي الرياض الدولي المقترح.
عضو لجنة تحكيم المهرجان الأول للفن الخليجي المعاصر.
شارك في عضوية عدد من اللجان التشكيلية الخاصة والرسمية منها:
عضو اللجنة التحضيرية لوضع النظام الأساسي لتأسيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية.
عضو اللجنة العليا لملون السعودية الدورة السادسة.
عضو اللجنة العليا لمسابقة السفير التي تقيمها وزارة الخارجية ومشارك في وضع لائحتها.
عضو لجنة إجازة المعارض في وكالة الشئون الثقافية والاعلام إدارة الأنشطة سابقا.
عمل مستشاراً في لوحة وطني في مشروع الملك عبدالله للحاسب الآلي.
ساهم في تطوير صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بمعهد العاصمة النموذجي كمشروع مركز للفنون خلال عمله مديراً لها.
شارك في العديد من الندوات منها ندوة تخصصية في النقد في الشارقة مع نخبة من النقاد العرب بعنوان (تحولات الراهن، مستقبل النقد الفني في ظل انفتاح الانساق الفكرية الإنسانية) عام 2008م.
قدم محاضرة عن الفن السعودي بترشيح من وزارة الثقافة والإعلام عام 1440هجري ضمن فعاليات مشاركة المملكة في معرض الكتاب في تونس.
حاصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير ودروع التكريم.
حاصل على وسام مجلس التعاون للمبدعين عام 2017م بترشيح من وزارة الثقافة والاعلام.
كرم من مؤسسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (مسك) كاحد رواد الفن التشكيلي السعودي.
كرم ضمن نخبة من رواد الفن التشكيلي في معرض الكتاب (بوضع اسمه على أحد ممرات المعرض عام 2010م).
جناح خاص لأعماله في معرض (شواهد على الفن) لوزارة الثقافة 2021م.
له مقتنيات في مؤسسات حكومية والكثير من الأفراد محليا وعربيا.
مقتنيات في الديوان الملكي.
وزارة الحرس الوطني.
قيادة الأركان.
وزارة الداخلية.
وزارة السياحة.
عمل مشرفا عاما للنشاط في معهد العاصمة النموذجي على مدى عامين وأسس نادي الموهوبين في المعهد عام 1416هـ.
عمل مديرا لمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون بمعهد العاصمة النموذجي 13عاماً منذ عام 1418هـ إلى 1431هـ.
كرم بدرع العمل الاداري المتميز في نظير تطوير صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بالمعهد.
وختاماً أود أن أذكر أنه وثق من خلال هذه الصفحة الفن التشكيلي في المملكة على مدى أربعين عاماً دون انقطاع وكانت هذه الصفحة هي النافذة الجميلة التي تطل على الإبداع على مدى عقود ينتظرها الفنانون والمتذوقون والمهتمون بكل شغف ليتطلعوا على ما كتب المنيف بإبداع عن الإبداع، ولعلني ما زلت أنهل من أرشيف هذه الصفحة وأتعلم مما كتب أستاذنا وأستفيد منه ومن تجربته الكبيرة وأنا أكتب اليوم عنه وكلي فخر أن تكون لي مساحة أن أكمل ما بناه وأتابع تلك المسيرة مع صحيفة عريقة كانت وما زالت إحدى أهم الصحف محلياً وعربياً.
***
إعداد: عبدالله عبدالرحمن الخفاجي
تويتر: AL_KHAFAJII