سليمان الجعيلان
قبل النصيحة, من الضروري العودة لقصة هبوط فريق الأهلي الحزينة وهي : ( في الجولة الـ28 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين الموسم الماضي, واجه الأهلي الذي كان ينافس على الهبوط النصر الذي كان لا تعنيه نتيجة المباراة لا من قريب ولا من بعيد بعد أن ضمن المركز الثالث في ترتيب الدوري وبدأت المباراة بصافرة محلية وتقدم الأهلي بهدف سجله عبدالرحمن غريب في الدقيقة ( 64 ) ثم تعادل النصر في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للمباراة عن طريق اللاعب البرازيلي تاليسكا الذي كان يستحق الطرد منذ الدقيقة ( 69 ) بشهادة خبراء التحكيم بعد تدخله العنيف على أحد لاعبي الأهلي, ولكن الصافرة المحلية تجاهلت تلك اللقطة الواضحة والمؤثرة وانتهت المباراة بتعادل الفريقين, وفي نهاية المطاف هبط الأهلي للدرجة الأولى لأن طرد تاليسكا في تلك المباراة كان سيمنح الأهلي نقاط اللقاء كاملة وسوف يصبح رصيده في نهاية ترتيب الدوري ( 34 ) نقطة بغض النظر عن نتائجه في مباراتي الرائد والشباب الأخيرتين وبذلك سيتقدم في سلم الترتيب على حساب فريق الباطن الذي نجى من الهبوط برصيد ( 33 ) نقطة..
انتهت قصة هبوط فريق الأهلي الحزينة بسبب صافرة محلية مهزوزة ومرتبكة أمام بعض الأندية وبسبب تخلي إدارة الأهلي عن دورها في المطالبة بصافرة أجنبية حازمة وصارمة مع الجميع لا تتأثر بالضغوطات ولا ترضخ للإملاءات ولذلك هذه المقالة هي نصيحة صادقة لإدارات بعض الأندية حتى لا تكون نتائج فرقها رهينة لصافرة محلية ضعيفة ومرتعشة أمام بعض الأندية ويحصل لها ما حصل لفريق الأهلي..
نعم هي نصيحة صريحة لإدارات بعض الأندية خاصة وأن وزارة الرياضة أعلنت في ( 30 يوليو 2022 ) أن مبادرة «الدعم المباشر» لأندية دوري روشن لهذا العام سيكون ( 50 مليون ريال ) لكل نادٍ وأما الدعم المخصص لأندية دوري يلو للدرجة الأولى سيصبح (6.5 ملايين ريال ) كذلك لكل نادٍ وهذا الفرق الشاسع بين الدعمين في الدرجتين يفترض أن يكون أكبر حافز ومشجع لإدارات الأندية للحرص على البحث عن الفوز والانتصار والبقاء في دوري روشن للمحترفين بصافرة أجنبية حازمة وعدم الهبوط لدوري يلو للدرجة الأولى بسبب صافرة محلية مهزوزة كما حصل لفريق الأهلي..
ونعم هي نصيحة مخلصة لبعض إدارات الأندية لاسيما وأن حساب صحيفة الجزيرة في تويتر نشر في ( 09 أغسطس 2022 ) أن تكلفة الحكام الأجانب تبلغ (250 ألف ريال ) يدفع منها النادي ( 175 ألف ريال ) ويتكفل الاتحاد السعودي بالباقي وبالعودة لحسابات الربح والخسارة المادية وبعيداً عن الخسارة المعنوية في حال الهبوط سوف يدفع النادي الذي يطلب صافرة أجنبية لبقية مبارياته الـ10 القادمة أقل من (2 مليون ريال ) من أصل ( 50 مليون ريال ) ولكن النتيجة عدم الهبوط لدوري يلو للدرجة الأولى والاكتفاء باستلام (6.5 ملايين ريال ) فقط كما حصل لفريق الأهلي..
وعلى كل حال ما حدث لفريق الأهلي الموسم الماضي يفترض أن يكون عبرة وعظة لبقية الأندية ولذلك يفترض على إدارات الأندية أن تكون الصافرة الأجنبية أولوية وتخصص لها ميزانية خاصة مع تزايد أخطاء الصافرة التحكيمية المحلية وارتفاع أصوات رؤساء بعض الأندية المتضررة من تلك الأخطاء المؤثرة وكذلك بسبب اقتراب النهاية وقد أصبحت النقاط عند جميع الأندية غالية وكذلك حتى لا يندم ويتحسر بعض رؤساء الأندية على قراراتهم المتأخرة في طلب الصافرة الأجنبية والتي نتائجها معروفة مسبقاً واللبيب بالإشارة يفهم.