نجلاء العتيبي
لا شك أن أمومتها مضاعفة عن البقية..
امرأة عظيمة لطفلة ذات ابتسامة ساحرة، وملامح وجه جميل من ذوي الاحتياجات الخاصة تشعّ حيويةً وذكاءً.
في ممرات المستشفى تتابع ابنتها بعيون الحب والرضا..
تعتذر السيدة الرائعة عن ما يحدثه هذا الملاك من إزعاج -أراه عكس ذلك-.
فصوتها كسر صمت المكان -أنساني وجع ضرسي-، وبدّد ملل انتظار المترقبين لتشخيص طبيب ونتائج تحليل.
ليس هناك ما يمكن أن يفي هذه الأم الصبورة والأمهات الأخريات حقهن من وصف الكلمات؛ فهن قويات مانحات حياتهن لطفل يحتاج الوقت والعمر حين يصبح ترتيب كل شيء أمرًا صعبًا يحتاج إلى تخطيط بتفكير دقيق وتصرُّف متفهّم وصبرٍ لا يَنفد.
هذه الأم الصلبة تقول: ليس همًّا ثقيلًا ولا حملًا متعبًا، بل سعادة خصَّني الله بِها لأنال الأجر..
تُحدثنا عن أسباب جهل بعض الأمهات، وعن دور المؤسسات الصحية، وسعيها في نشر الوعي والتثقيف..
مُلمّة باحتياجات ابنتها السيكولوجية والجسدية، مطَّلعة على كل جديد في ما يخصّ حالتها من علاجات وأدوات، وهذا الوعي انعكس على تحسين جودة حياتها.
متطلعة لمستقبلها الوظيفي...
فَرِحَة بسعي الحكومة الرشيدة الدائم، واهتمامها الكبير بأبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيمانها بدورهم في تنمية المجتمع، وإشراكهم ودعمهم في سوق العمل بعد تدريبهم وتطويرهم من خلال برامج التأهيل المهني التي تتناسب مع قدراتهم الجسدية والذهنية.
وقد أثبت الكثير منهم بعد تمكينه إبداعه وجديته والتزامه بالعمل وإصراره على المضي بجد واجتهاد نحو النجاح.
«تبلغ نسبة المواطنين السعوديين ذوي الاحتياجات الخاصة بالمملكة إلى ما يقارب 10 % من إجمالي عدد السكان السعوديين، هذا ما دفع المملكة إلى السعي المتواصل إلى تضمين حقوق المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن رؤية وبرامج المملكة؛ وذلك استشعارًا من الحكومة بواجباتها تجاه تقديم جميع الخدمات والبرامج التي تحتاجها هذه الفئة العزيزة من المجتمع، والذين يملكون من العزيمة والإلهام والإصرار على النجاح والتقدم، بالإضافة إلى المهارات والكفاءات المطلوبة في سوق العمل. لذلك انضمّت المملكة خلال عام 2008م لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة سعيًا منها إلى إدراجهم ضمن خططها الوطنية للتطوير والتنمية» م.أحمد مسفر الغامدي.
أطبع قُبلة على جبين هذه الأم التي تهتم بغرس القوة في قلب صغيرتها لبناء مستقبل أمل مشرق، ساعية لإعدادها بعزم للرقي في مدارج الكمال.
نقطة ضوء
«مستقبل الولد صُنع أمه».
نابليون بونابرت