ناصر بن محمد الحميدي
تتواصل الأوامر الملكية الكريمة لتجسد إيمان القيادة الرشيدة بأهمية الاحتفاء بالأيام الوطنية الخالدة، فمن يوم التأسيس إلى اليوم الوطني وصولاً إلى الأمر الملكي الكريم بأن يكون الحادي عشر من مارس يوم العَلم، ليحتفي أبناء هذا الشعب الأبي في كل عام بتخليد مجده وعلوه والاعتزاز به اتساقاً مع حب وطن العطاء ومهد الإسلام حيث مكة المكرمة منارة للهدى والإيمان ومدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومن تلك البقاع الطاهرة شع نور الإسلام وكانت راية التوحيد مرفرفة مصونة خفاقة..
الاحتفال بيوم العَلم هو احتفال بالعزة والفخر واعتزاز بما وصلت إليه بلادنا من مكانة دولية رفيعة في ظل قيادتنا الحكيمة، كما أنها مناسبة للتعبير عن مشاعر الحب والوفاء الذي يكنه الشعب السعودي لوطنه وقيادته.
إن أهمية الاحتفاء بيوم العلم يأتي إيماناً بدوره بقيمة رمز المملكة الوطني وترسيخ مفهوم حب الوطن وتجديد العهد للحفاظ على مكتسباته.
وغني عن القول بأن يوم العلم يمثل رمزاً لهويتنا الوطنية، وجزء من تراثنا الذي يعكس الانتماء إلى تراب الوطن، وهو يجسد أسمى معاني السلام والعدل والتسامح، وهو يوم تاريخي نتذكر فيه القادة المؤسسين للدولة السعودية..
لقد كان العلم وما زال وسيبقى رمز وحدتنا واتحاد قلوبنا ومصدر فخرنا ورمز احترام دولتنا، واليوم ونحن نتلقى أمر مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز نتوحد مجددين العهد على خدمته ورفعته وبذل الروح من أجله ليبقى شامخاً.
إن علم الوطن هذا الرمز الخالد يُمثل توثيقًا لمسيرة طويلة من العطاء والفخر بدأت قبل 92 عاماً عندما انطلقت رحلة البناء والنهضة التي عمّت أرجاء بلادنا الغالية كافة، والتي كان عنوانها الأول ارتفاع علم الدولة في عنان السماء ليظل منذ ذلك اليوم مرفرفًا بكل اعتزاز شاهداً على الإنجاز محفزًا على الديمومة يواجه بكل ثبات واعتلاء أنواء الزمن وتحديات الحاضر ومتطلبات المستقبل.
وبالنظر إلى الأمر الملكي الكريم نجد أنه انطلق من نظام العلم للمملكة العربية السعودية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/ 3) بتاريخ 10-2-1393هـ.
وانطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.
وحيث إن يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء.
حفظ الله وطننا العظيم وأدام على راية التوحيد الشامخة سموها وعلو قدرها بين الأمم،
وأدام الله عز ملكنا المفدى سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير الملهم محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.