نورة حمد الشبل
«غادة، خولة، ريما» ثلاثة وجوه نسائية سعودية تمثّلني.. أشعر مثل غيري من بنات الوطن بالفخر كلما ترددت اسمائهن بالتواكب مع اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل عام.
صحيح أن المرأة السعودية حققت إنجازات لا حصر لها على مدار السنوات القليلة الماضية، بعد أن أفسحت لها رؤية المملكة 2030 الطريق لتشارك بفاعلية في بناء وطنها، وألهمتها القيادة الحكيمة للوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله -، لكن تبقى المخترعة والعالمة البروفيسورة غادة مطلق المطيري، والطبيبة الباحثة الدكتورة خولة سامي الكريع، وعالمة الأجنة ريما سامي البدر، وجه مشرق وصورة تدعو للفخر والاعتزاز.
غادة.. واحدة من أبرز العالمات والمخترعات على مستوى العالم، وهي أستاذ الكيمياء الصيدلية، وعضو هيئة التدريس في أقسام الهندسة الحيوية وهندسة النانو، والمدير العام لمركز التميز في طب النانو والهندسة في معهد هندسة الطب في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، ويتركز عملها على الطب النانوي، وتقنية النانو، والكيمياء والعلوم البوليمرية، وذاع صيتها منذ عدّة سنوات عندما نالت جائزة الإبداع العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت على جائزة «إتش.أي.إن»، التي تحظى بتغطية متميزة في الأوساط العلمية الدولية، وتُمنح لأفضل مشروع بحثي من بين عشرة آلاف باحثة وباحث.
أسهم أحد أبحاث المطيري في تغيير أحد أهم المفاهيم الطبية، بتقديمها سبُلاً قد تُغني مستقبلاً عن العمليّات الجراحيّة باكتشافها «الفوتون» وهو معدن يتيح للضّوء أن يدخل الجسد ويصل إلى الخلايا من دون الاضطرار إلى فتح الجسم والإضرار به، حيث إن تقنية «الفوتون» تصلح كبديل للعمليّات الجراحيّة في علاج العديد من الأمراض ومنها بعض الأورام السّرطانيّة، ليس هذا فحسب، بل احتلت البروفيسورة السعودية المرتبة الثامنة ضمن قائمة أكثر الأكاديميات تأثيراً في العالم في قائمة «أكاديميا إنفلونس».
خولة.. قصة مبهرة أخرى، وعلاوة على كونها رئيس مركز أبحاث الملك فهد لأورام الأطفال التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، تقود فريقاً علمياً يتبنى برنامجاً بحثياً فريداً وذلك للتعرّف على البصمة الوراثية لدى مرضى السرطان بالسعودية، وما زالت تعمل عبر أبحاثها للدخول في المجال التكنولوجي من أجل التوصل إلى حل نهائي لذلك المرض من خلال التطورات التكنولوجية المستحدثة، والتي من شأنها أن تقوم بالكشف المبكر عن المرض.
ريما.. نموذج سعودي آخر نفخر به، فهي أول طبيبة سعودية متخصصة في قلب الأطفال والأجنة، وأول استشارية في تشخيص وعلاج أمراض الجنين وأمراض قلب الأطفال على مستوى الشرق الأوسط، درست في العديد من الدول الغربية كونها ابنة أحد أفراد السلك الدبلوماسي، ووالدتها طبيبة النساء والتوليد، والتي زرعت بها حب الأجنة والأطفال الصغار، مما كان سببًا في دخولها ذلك المجال وتألقها فيه، إلى أن حصلت على العديد من الشهادات النادرة التي تمكنها من إجراء العمليات بالغة الدقة لقلب الأجنة، فهي مثال يجب أن نقتدي به.
ثلاثة وجوه تبيِّض الوجه.. تعطيك طاقة إيجابية، وتشعرك بمزيد من الزهو والاعتزاز وأن تشاهد احتفاء العالم بالمرأة في يومها السنوي.