الدكتور الفاضل الهميم المحامي القدير محمد بن عبدالله المشوح شخصية علمية مجاهدة ليل نهار في دفع عجلة العلم وخدمته والتواصل والمواصلة بأهله، وقد برز ذلك من خلال ستة أمور، وهي: مؤلفاته، داره الثلوثية، صالونه الأدبي الشهير بالثلوثية، اتصاله سيرة وعلماً ودعوة وتربية ورحلة وتأليفاً بشيخه عميد الرحالين العلامة محمد العبودي، ومجلسه العامر في معارض الكتاب فقد كان مجمعاً للعلماء وأهل الثقافة، والسادس مشاركته الفعالة حضراً وسفراً للنوادي الأدبية الثقافية، ومن خلال تجوالي في المكتبات أكاد أجزم والعلم عند الله تفرد مكتبته العامرة دار الثلوثية بكل قديم وجديد من كتب التاريخ والتراجم والرحلات والمذكرات والموسوعات والمعاجم تخص وطننا السعودية العظمى وغيرها من الدول والبلدان، وما زال يجاهد ويواصل بكل جديد فيها، ومما يذكر له ويشكر به المجاهدة والعناية لإخراج مؤلفات شيخه العلامة محمد العبودي، وكذا جمعه للعلماء وأهل التاريخ والثقافة في صالونه الأدبي الثلوثية، مما يدل على سعة صدره لهم وتعريف الناس بسيرهم وتراثهم، ومن أبرزهم شيخنا العلامة معالي الشيخ صالح آل الشيخ، ومع جهاد صديقنا الدكتور محمد المشوح في العلم ونشره في كل مجال، شخصيته متواضعة، وصدره يتسع لكل أحد مع الكرم وبساطة الوجه لكل أحد فكيف بأهل العلم، ويتميز بجودة وفخامة الخطاب عند مشاركاته العلمية، وسعة اطلاعه، وهو في شخصيته العلمية والثقافية على طريقة الأوائل في العقل والجهاد والتدوين والصبر والمصابرة، والهمم العالية، ووطنيته الصادقة، وهذا كل ثمرة ونتيجة اتصاله بكبار العلماء ولا أدل على ذلك من كتابه (في مواكب الدعوة حوارات لقاءات) في مجلدين، وهو من أعظم الكتب نفاسة في ذكر تراجم وجهود العلماء في بلادنا، حيث عرض عليهم سؤالات في حياتهم تربية وعلماً ودعوة، فأجابوا عنها فهو من أنفس كتب التراجم، وفوائده لا تجدها في غيره، وفي الختام الدكتور الصديق الفاضل المحامي محمد المشوح شخصية علمية ثقافية وطنية مجاهدة، وصابرة في التأليف، والجمع للتاريخ والثقافة والوطن ومثله نوادر، حفظه الله وبارك في شخصيته العلمية والوطنية، ومشاركتي فيها بعض حق الوفاء لشخصيته العلمية وداره الثلوثية.
** **
- د. رياض بن عبدالمحسن بن سعيد