د. عائض الردادي
للدكتور محمد بن عبدالله المشّوح إسهامات كثيرة في خدمة الثقافة والمثقفين من أبرزها تكريمهم في منتداه الثلوثية (ثلوثية محمد المشوح الثقافية) في الرياض، الذي يعقد كل أسبوعين بدءاً من عام 1421هـ / 2001م، ومازالت مستمرة، وتهدف إلى إبراز العطاء الثقافي من خلال المجالس الثقافية، والاحتفاء برموز الثقافة والفكر، وبإنتاجهم في حياتهم، وبعمارة تلك المجالس بالحوار بين المثقفين، وبإبراز الحراك الثقافي بين الشباب تأصيلاً للحوار العلمي وغير ذلك مما يخدم الثقافة، مما جعلها من أبرز منتديات الثقافة في المملكة بعامة وفي الرياض بخاصة، ويبذل صاحبها من الحفاوة ما يشجع المثقفين على حضورها والمشاركة في حواراتها.
لقد كرّمت الثلوثية ما يقارب مئتي شخصية ثقافية من كل مناطق المملكة، ومن جميع الشرائح الثقافية، وبعد أن يرحب صاحبها بالضيف وبالحاضرين يبدأ مدير الجلسة في تقديم المتحفى به، بدءاً بسيرته الذاتية بإيجاز، ثم يلقى الضيف محاضرة أو يكون اللقاء مفتوحاً معه يتناول فيه شيئاً من ذكرياته أو المجال الذي برز فيه، ثم يليه الحوار، ويستمر المجلس الثقافي حوالي ساعتين تتلوه جلسة مفتوحة في مقهى تراثي.
لقد حضرت عدة جلسات في الثلوثية، وهي جلسة ممتعة لحاضرها بما فيها من فوائد علمية، ونقاش ثقافي، ولقاء مع المثقفين، ومن تكريم للمثقف في حياته ليشعر بتقدير إنتاجه وبتقدير المحاورين لعطائه، إنها مجلس من مجالس الحراك الثقافي الذي يقدّر المكرم، ويسعد الحاضرين بتكريمه الذي يعدونه تكريماً للثقافة، ولذا فإن صاحب المنتدى جدير بالتكريم فهو مكرِّم في ناديه ومكرَّم من محبي الثقافة.