د. فهد بن علي العليان
لم أكن مبالغاً فيما كتبت من حروف يوم السبت 22 فبراير 2020م، في الجزيرة الثقافية عن أحد رموز الثقافة في بلدنا المعطاء المملكة العربية السعودية - تحت عنوان (ثلوثية المشوح) - وأقصد (د.محمد بن عبدالله المشوح) الذي له إسهامات ثقافية متعددة من خلال صالونه الأدبي (الثلوثية) الذي يعقد في الرياض ويستضيف فيه شخصيات ثقافية أسهمت في العطاء الثقافي، أو من خلال مؤسسة النشر (دار الثلوثية) التي أصبحت إحدى العلامات البارزة في مجال النشر، خاصة وأنها أسهمت بشكل كبير ولافت في جمع إصدارات معالي الشيخ محمد العبودي - رحمه الله - من خلال ملازمة أبي عبدالله الطويلة والممتدة لشيخه.
يعرف الجميع في مدينة الرياض وخارجها، بل في المملكة وخارجها ما قدمته وتقدمه (الثلوثية) للثقافة وأهلها من عطاءات ولقاءات وتكريمات لكثير من المثقفين السعوديين، وكذلك الناشرين والمثقفين في الوطن العربي الذين يحضرون أثناء فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب أومهرجان الجنادرية الثقافي فيدعوهم في داره ليكون اللقاء متنوعاً وحافلاً بنقاشات حول الثقافة والكتاب والنشر. ومما يزيد بهجة المشاركين والحاضرين أن صاحب (الثلوثية) يلقى الجميع بترحاب بالغ وبسروركبير؛ فيلقى ضيوفه ومرتادي مجلسه بابتسامته وأحاديثه الثقافية الشيقة.
حقاً، لقد تركت (الثلوثية) بصمتها في سماء العاصمة (الرياض) لتكون إحدى المنارات الثقافية التي يجتمع فيها صاحبها المثقف والمحب للثقافة وأهلها مع ضيوفه الذين يجدون بغيتهم في جو حواري هادئ حول مختلف القضايا الثقافية، إذ يحضر أعداد من الفقهاء وعلماء اللغة والأدباء والمؤرخين، وفي سنوات سابقة كان الحاضرون يجدون في مقدمة الجلسة الشيخ محمد بن ناصر العبودي - رحمه الله - ومما يذكر فيشكر للدكتور محمد المشوح ملازمته للشيخ العبودي؛ مما جعل دار النشر (الثلوثية) تتابع وتتولى إصدار ونشر كتب الشيخ العبودي وغيره من المؤلفين السعوديين في مجال السير الذاتية والتراجم وكتب الرحلات وغيرها.
تمر الليالي والأيام، وتستمر عطاءات (د. محمد المشوح) من خلال صالونه الثقافي ودار النشر (الثلوثية) للإسهام في الحراك الثقافي المتميز والمتنوع، كما لا يفوتني الإشارة إلى جهد أبي عبدالله في تأسيس جمعية العناية بالمكتبات الخاصة التي صدرت الموافقة عليها مؤخراً ويرأس هو مجلس إدارتها مع مجموعة من المهتمين والمختصين؛ مما سيكون لهذه الجمعية جهودها المتميزة في سبيل المحافظة على المكتبات الخاصة. وقبل الختام، أعيد ما كتبته قبل سنتين: « أشعر وأنا على وشك الانتهاء من كتابة هذه الحروف المتواضعة أنني لم أوف أبا عبدالله حقه ولم أتحدث عنه بالقدر الذي كنت أتوقعه وآمله».