الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
انتقل إلى رحمة الله تعالى الآثاري د.عبد الرحمن بن محمد الطيب الأنصاري مساء يوم الاثنين 14 شعبان 1444هـ الموافق 6مارس2023م، بعد حياة علمية حافلة مليئة بالإنجاز والعلم والعمل.
والفقيد ولد في المدينة المنورة عام 1355هـ/1935م وأتم دراسته للمرحلة الابتدائية والثانوية فيها، أستاذ الآثار السابق بجامعة الملك سعود ، وهو الذي أعاد اكتشاف الموقع الأثري المشهور بقرية الفاو جنوب الجزيرة العربية عاصمة مملكة كندة في عصر ما قبل الإسلام وأشرف على أعمال التنقيب فيه لأكثر من عقدين واختير البروفيسور الأنصاري ليكون عضواً في مجلس الشورى السعودي في دورتيه الأولى والثانية،
عمل البروفيسور الأنصاري عضواً في هيئة التدريس بجامعة الملك سعود منذ العام 1386هـ/1966م وحتى العام 1419هـ/1999م، وقد تقلّد خلال تلك الفترة عدة مناصب ومهام، حيث عمل عميداً لكلية الآداب في الفترة من 1391هـ/1971م وحتى 1392هـ/1972م وابتداء من العام 1416هـ/1996م ، اختير البروفيسور الأنصاري عضواً في مجلس الشورى السعودي منذ دورته الأولى، وخدم فيه على مدى الدورتين الأوليين.
يعد أ. د .عبد الرحمن الأنصاري من أهم رواد العمل الأكاديمي في المملكة العربية السعودية فقد أسس قسما لدراسة علم الآثار من خلال أخذه زمام المبادرة بإنشاء تخصص الآثار ضمن قسم التاريخ بجامعة الملك سعود ثم بإنشائه قسم الآثار والمتاحف بالجامعة ذاتها في العام 1398هـ/1978م ، وهو القسم الأكاديمي الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية.
وتعتبر قيادته لأعمال التنقيب الأثري في قرية الفاو (التي تقع جنوب الجزيرة العربية) منذ العام 1392هـ/1972م وحتى 1415هـ/1995م حينما كان يعمل في جامعة الملك سعود هي العمل الأهم الذي عرف به البروفيسور الأنصاري، وقد ألف كتاباً عنوانه «قرية الفاو: صورة للحضارة العربية قبل الإسلام»
ومنذ عام 1420هـ (2000م) كان يرأس أ.د. عبد الرحمن الأنصاري هيئة تحرير مجلة أدوماتو المتخصصة في مجال الدراسات والبحوث الآثارية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، وهي تنشر أبحاثها باللغتين العربية والإنجليزية، ويقرأها المتخصصون والمهتمون بالآثار في مختلف دول العالم.
وما أعلن نبأ وفاته نعته المملكة بمسؤوليها ومثقفيها، إذ كتب الأميربدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة عبر حسابه بموقع تويتر وقال :رحم الله الدكتور عبدالرحمن الأنصاري، سيبقى اسمه خالدًا في صفحات التاريخ السعودي، مؤرخًا ومكتشفًا وعالمًا.
ونعى الأستاذ عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، الأنصاري قائلًا على حسابه بموقع تويتر: نسأل الله الرحمة والمغفرة، للدكتور عبدالرحمن الأنصاري، الذي يعد أحد أبرز رواد علم الآثار في المملكة، وكانت له إسهاماته الثرية حول العلا وتاريخها وآثارها..
وأشار د. عبد الله الغذامي إلى مكانة الفقيد في الساحة الأكاديمية وأنه أمضى وقته في البحث والعمل والتعليم وقال :فقدنا عالما وباحثاً ورائدا مؤسساً في علم الآثار أمضى عمرا مديداً وثرياً في البحث والعمل والتعليم.
وترحم د.سعد البازعي على الفقيد وكان أحد أساتذته الذي تعلّم منه الكثير وقال: كان رائداً من رواد البحث الأثري في المملكة، وهو أستاذ جيل من الباحثين في آثار المملكة.
ويرى الدكتور حمزة المزيني أن د.عبد الرحمن الأنصاري كان أحد مؤسسي جامعة الملك سعود الفعليين علميا وإداريا، وهو مؤسس علم الآثار في المملكة ورائد الدراسات الآثارية.
من مؤلفاته يرحمه الله:
1_ قرية الفاو: صورة للحضارة العربية قبل الإسلام في المملكة العربية السعودية
2_ نجران: منطلق القوافل
3_العلا ومدائن صالح (الحجر): حضارة مدينتين
4_ حائل ديرة حاتم
5_ الطائف: إحدى القريتين
6_ خيبر: الفتح الذي سُر به -النبي صلى الله عليه وسلم-
7_ الحضارة العربية الإسلامية عبر العصور في المملكة العربية السعودية
8_ تيماء ملتقى الحضارات
9_ الجوف: قلعة الشمال الحصينة
10_ عسير: حصن الجنوب الشامخ
11_ الباحة: الجمال الباسم
12_ القصيم: تاريخ وحضارة وتجارة
13_ القطيف والأحساء: آثار وحضارة
14_ الرياض: عروس المدائن
(بعض المؤلفات بالاشتراك مع مؤلفين آخرين)
الجوائز والأوسمة
•وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من المملكة العربية السعودية 1402هـ/ 1982م.
•جائزة مؤسسة التقدم العلمي الكويتية، الكويت 1404هـ/ 1984م.
•وشاح الثقافة والفنون من وزارة الثقافة بالجمهورية اليمنية 1419هـ/ 1998م.
•درع الآثاريين العرب، القاهرة 1422هـ/2001م.
•ميدالية 22 مايو الذهبية من رئيس الجمهورية اليمنية 1425هـ/ 2004م.
•جائزة الأمير سلمان للريادة في تاريخ الجزيرة العربية، دارة الملك عبد العزيز 1426هـ/2005م.
•درع شوامخ المؤرخين العرب، اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة 1428هـ/2007م
•كرمته مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض عام 2016م تقديراً لجهوده في التاريخ والآثار واكتشافاته الأثرية.[18]
•وسام الملك خالد من الدرجة الأولى من المملكة العربية السعودية 1442هـ/ 2020م.