أذكر أن الوالد الشيخ عثمان الصالح شغوف بزيارة الصالونات الأدبية في الرياض مثل صالون الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي والدكتور راشد المبارك -رحمهم الله جميعاً- ومن الصالونات التي كان يحرص الوالد على زيارتها ثالوثية محمد المشوح، وقد حضر في أولى جلساتها بتاريخ 22/ 11/ 1422هـ، واستضاف حينها معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية، وكان الوالد يعرف دكتور محمد المشوح من خلال استماعه لبرنامجه الإذاعي الشهير «في مواكب الدعوة» الذي كان يعدّه ويقدّمه ويذاع عبر إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية، والتقى فيها مجموعة من كبار العلماء؛ منهم الشيخ محمد صالح العثيمين، والشيخ محمد حسن الدريعي، والشيخ عبدالقادر شيبة الحمد، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، الشيخ عبدالعزيز المسند، الشيخ عبدالعزيز بن باز، الشيخ إبراهيم بن عبدالله العجلان، الشيخ عبدالله البسام -رحمهم الله جميعاً-.
ويُعرف الدكتور محمد المشوح في إذاعة القرآن الكريم من خلال برنامجه الشهير (المسلمون في العالم)، والتقى فيها شيخنا العلامة محمد بن ناصر العبودي في رحلاته حول العالم للتعريف بقضايا المسلمين، كما عُرِف بصالونه الثقافي، وقام بتكريم عدد من معالي الوزراء وأصحاب الفضيلة، وكرّم الشيخ محمد المشوح في ثالوثيته أكثر من مائة وتسعين شخصية، ومما أذكره أنني سمعت من دكتور محمد المشوح نفسه عندنا كان يتردد على اثنينية عثمان الصالح منذ بدايات تأسيسها قبل أربعين عاماً.. وسمعت دكتور المشوح في ثلوثيته أثناء استضافة لوالدي الشيخ عثمان الصالح -يرحمه الله- أنه يقول: «ولدت ثلوثية المشوح من رحم اثنينية عثمان الصالح».. وهذا يدلّ على رقي وعمق فكر دكتورنا محمد المشوح ووفائه.
فالمشوح صديق قديم سعدت بمعرفته من خلال ثقافته وحبّه للاطلاع، ومعرفة الرجال الوطنيين، كما أسعدني تربيته الطيبة لأبنائه وكريماته.. وسررت أكثر عندما قرأ أحد أبنائه قصيدة شعريّة، وكان رائعاً في إلقائه وسكبه للمعاني، وسرني كذلك الاستماع إلى كلمة ابنته الفاضلة في إحدى المناسبات الثقافية، وكم أحسست بفخر بأن هذه عينة من عينات مجتمعنا.
وللمشوح دار «الثلوثية» الذي أنشأها من عشر سنوات، وهي تعنى بكتب الأنساب والتراجم وكتب التاريخ، وللدكتور محمد المشوح اهتمام بزيارات المكتبات الوطنية والمكتبات الخاصة، وأبارك له ترؤسه للجمعية الجديدة لاهتمامه بالمكتبات الخاصة، وتبقى ثلوثيته من الصالونات المهمة في مدينة الرياض.. وأدعو الله له بالتوفيق.
** **
- بندر بن عثمان الصالح