د. حمد بن دباس السويلم
ضمن إستراتيجية تطوير قطاع النقل الجوي السعودي، وفي واحدة من مبادرات وإستراتيجيات سموه المباركة، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، عن تأسيس الصندوق شركة (طيران الرياض) كناقل جوي وطني جديد، يضاف إلى شركاتنا الوطنية التي حققت الكثير من النجاحات ورسخت تجربتها عالمياً وعززت مكانة المملكة في هذا المجال.
وتأتي هذه الخطوة المباركة من سموه امتداداً لجهوده في تطوير هذا القطاع وإيجاد بيئة استثمارية عالمية، خاصة بعد أن حقق الطيران المدني السعودي ميزات تنافسية عالمية وتقييماً متقدماً وفق أحدث التصنيفات في هذا المجال.
ولا شك أن إطلاق هذه الشركة الجديدة يهدف إلى تعزيز إستراتيجية تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية والإسهام في تعزيز موقع المملكة الإستراتيجي كونها تتوسط ثلاثاً من أهم قارات العالم وكذلك رفع القدرة التنافسية للشركات الوطنية لضمان تجسيد مستهدفات الرؤية السعودية الثاقبة 2030.
وتنطلق شركة طيران الرياض وفق رؤية واسعة وبأحدث الطائرات والخطط والبرامج مستصحبة أفضل الخبرات العالمية في هذا المجال، ومستهدفة تطبيق الممارسات الحديثة في مجال السلامة والاستدامة والمنافسة العالمية واستخدام أحدث التقنيات في مختلف العمليات التشغيلية، كما أن صندوق الاستثمارات العامة بما لديه من خبرة في الاستثمار في القطاعات الحديثة والتقنية وجلب الكوادر المتميزة التي تحقق النجاح وتحدث الفارق فسوف يوكل قيادة الشركة إلى نخبة من الخبراء وأهل التجارب الناجحة في هذا القطاع.
وبما أن صندوق الاستثمارات العامة هو المالك والممول لهذا المشروع الوطني العملاق فبكل تأكيد ستتاح لهذه الشركة الوليدة الدخول إلى السوق بقوة وخطة إستراتيجية طموحة وامتلاك القدرة على الحضور الفاعل في مختلف الخطوط العالمية المرموقة، فضلاً عن التوسع في العمليات التشغيلية بما يحقق لها الريادة والتميز في المستقبل القريب.
وتنسجم هذه الخطوة المباركة مع النقلة السياحية التي تشهدها المملكة حيث أصبحت السعودية جاذبة لملايين السياح من مختلف بقاع الأرض، ووجود هذه الشركة كإضافة نوعية للشركات الوطنية الناقلة سيتيح وصول المزيد من السياح والزائرين إلى المناطق السياحية والطبيعية في المملكة مما يشكل حقبة جديدة في مجال السفر والسياحة ويوفر المزيد من الخيارات في مجال النقل الجوي بما يعزز الجودة والقدرة التنافسية.
إن إعلان تأسيس (طيران الرياض) يشكل استمراراً لخطط صندوق الاستثمارات العامة لإطلاق إمكانيات القطاعات الواعدة، واستكمالاً وتكاملاً مع مشروع مطار الملك سلمان الدولي كأحدث استثمارات الصندوق، فضلاً عن أن قيام مثل هذه الشركة سيوفر عشرات الآلاف من الوظائف لأبناء الوطن إن لم يكن مئات الآلاف نظراً للقطاعات الثانوية والمساندة المرتبطة بالطيران والسفر والسياحة.
وفق الله قيادتنا الرشيدة لكل ما فيه خير البلاد والعباد وحفظ الله ملكنا وولي عهده الأمين، ومتعهما بتمام الصحة والعافية، وأدام الله على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء.