د.عبدالعزيز الجار الله
هل جاء بشكل مفاجئ صدور البيان الثلاثي المشترك لكل من السعودية إيران والصين، يوم الجمعة الماضي 10 مارس 2023م؟.
البيان الذي تضمن مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران، هذا الاتفاق بين الرئيس الصيني وقيادة السعودية وإيران، بأن تقوم الصين باستضافة ورعاية المباحثات بين السعودية وإيران، لحل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية، حيث جرت المباحثات الأخيرة في الفترة من 6 - 10 مارس 2023م في بكين، وفي البيان أيضًا شكر للجانبين العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار خلال عامي 2021م - 2022م، وبالتالي الأمر كان سابقًا ولمدة 3 سنوات وليس مفاجئًا، وفي بكين مارس الجاري أعلنت الدول الثلاث أنه تم التوصل إلى اتفاق يتضمن:
- الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
- تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
- اتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك.
- ترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.
- اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 17-4-2001م.
- والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 27-5-1998م.
وبالعودة إلى ما خلصت إليه القمة العربية - الصينية ديسمبر 2022 المتضمنة 24 توصية في البيان الختامي لقمة الرياض العربية-الصينية للتعاون والتنمية التي عقدت يوم الجمعة 9 ديسمبر 2022 في الرياض، وفيها جاءت بالموافقة والترحيب من الرئيس الصيني مع التوصية في سرعة التنفيذ، حيث قام الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الفترة 7-9 ديسمبر 2022م، بعقد قمم ثلاث الأولى مع الجانب السعودي، والثانية مع دول الخليج، والثالثة مع قادة الدول العربية؛كان من أبرزها:
-التزام بمبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
- الأخذ بعين الاعتبار والتقدير المساعي الصينية في المساهمة بنشر السلام والتنمية الدوليَّين، بما في ذلك الحوار رفيع المستوى للتنمية العالمية من خلال مبادرتَي الرئيس الصيني شي جين بينغ، والمساهمة في تسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
- التشديد على التزام الدول العربية الثابت بمبدأ الصين الواحدة، ودعمها لجهود الصين في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، والتشديد مجددًا على أن تايوان جزءٌ لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ودعم الموقف الصيني في ملف هونغ كونغ، واستكمالها في هونغ كونغ في إطار دولة واحدة ونظامَين.
- الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حلول سياسية للأزمات خاصة الأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، والحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي هذه الدول، ودعم الجهود التي يبذلها لبنان والصومال والسودان لتحقيق الأمن والاستقرار.
- احترام اختيار الدول لرؤاها التنموية بإرادتها المستقلة، والتشارك في تنفيذ مبادرة «الحزام والطريق»، والعمل على المواءمة بين هذه المبادرة والرؤى التنموية للدول العربية.
- احترام حق شعوب العالم في اختيار الطرق لتطوير الديمقراطية والنظم الاجتماعية والسياسية، ورفض التدخل في شؤون الدول الداخلية بذريعة الحفاظ على الديمقراطية.
- دعم المبادرات الرامية إلى تحقيق التنمية الخضراء، بما في ذلك مبادرة السعودية للشرق الأوسط الأخضر، ومبادرة الصين بشأن طريق الحرير الأخضر.
- دعم الجهود الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية، والتشديد على أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
- تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب، وعدم ربطه بأي عرق أو دين أو جنسية أو حضارة.
- تعزيز الحوار بين الحضارات، واحترام الثقافات والتشديد على معارضة الإسلاموفوبيا بكل أشكالها.
-التشديد على أن القضية الفلسطينية تظل قضية مركزية في الشرق الأوسط، وهي التي تتطلب إيجاد حل عادل ودائم لها على أساس حل الدولتين، من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، والعمل على حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
- تكليف وزاراتنا ومؤسساتنا بالعمل على وضع توجيهات هذه القمة موضع التنفيذ.
إذن توافق اتفاقية السعودية إيران، مع اتفاقات الصين - العربية -الخليجية، لخدمة القضايا العربية.