لقد تشرفت بزيارة المملكة العربية السعودية في شباط 2023 بمناسبة يوم التأسيس العظيم الذي نفخر به جميعاً بدعوة من وزارة الإعلام لأبارك للقيادة الحكيمة وشعبها الكريم، وأشارك في برامجها المنوعة والمبدعة، حيث كانت الإدارة رائعة والتنظيم دقيقاً والبرنامج عظيماً والذوق رفيعاً والكرم مشهوداً والأخلاق عاليةً. ولم تكن هذه الزيارة الأولى، بل بعد عشرات الزيارات من جهات حكومية متعددة ومتنوعة، وإنّي أرى التطور الهائل والإبداع المذهل والتنظيم الرائع والتنسيق المبهر على مختلف الأصعدة والميادين والجوانب والاتجاهات التي كانت تحتاج عادة إلى سنين طويلة من الانتظار، طواها سيدي ولي العهد القوي الأمين «الأمير محمد بن سلمان» -حفظه الله ورعاه- بخطوات حكيمة دقيقة سريعة تجاوزت البيروقراطية التقليدية نحو عصر النور والازدهار والإبداع والتنوير والإصلاح والتقدم والرقي كما عبَّرَ سموّه «نعود إلى الإسلام المعتدل الوسطي المنفتح على العالم والمنفتح على جميع الأديان»، إنه مشروع جبَّار كبير في رؤية 2030 شاملة كاملة عظيمة رائعة مبهرة للقريب والبعيد.
لقد أقمتُ أكثر من مائة محاضرة وندوة ودراسة في الرياض الحبيبة منها «مجلس الشورى» و»مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني» و»معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية» و»مركز الملك فيصل لدراسات الإسلامية» و»هيئة الصحفيين السعوديين» مرات عدة و»الغرفة التجارية بالرياض» و»الجنادرية» مرات عدة، وعدد من الجامعات والمعاهد والنوادي مثل جامعة اليمامة «كرسي غازي القصيبي»، وكذا المؤتمرات الدولية مثل «مؤتمر مكة لقيم الوسطية والاعتدال»، حيث كانت كلمتي محورًا في وثيقة مكة لرابطة العالم الإسلامي في مارس 2019، ومؤتمر «الرياض عاصمة الإعلام العربي» ضيفاً لمعالي وزير الإعلام في يناير 2017، ومؤتمر «المملكة السعودية مسيرة وتاريخ» في أغسطس 2018، إضافة لمعارض الكتاب الدولي في الرياض وجدة لتوقيع كتبي التي تجاوزت الثلاثين مصنّفاً وتقرب حالياً من الأربعين كتاباً، والندوات حولها، فضلاً عن النوادي الأدبية والثقافة والفنون في المدن المختلفة للسعودية مثل الرياض وجدة والمدينة وحائل والأحساء والقطيف وأبها والطائف «سوق عكاظ الأدبي 2019 وفيها حديثي حول فيلسوف الشعراء أبو العلاء المعري» وغيرها.
نحن أمام حقبة جديدة ناصعة يقودها شاب عظيم في الثلاثينيات من عمره الشريف عاشه في كنف المملكة العربية السعودية العظيمة وخدمة والده جلالة خادم الحرمين الشريفين يختصر التاريخ والحاضر متجاوزاً كل العقبات والصعاب والبيروقراطيات التي تحتاج عادة إلى سنين طويلة نحو المستقل المشرق الواعد. إنّه سيدي «رجل العصر» الذي يغير المعادلة الدولية ويسجّله التاريخ بأحرف من نور وبهاء.. نبغ صغيراً وشجاعته فتى وقيادته رجلاً، وحكمته «ولي الأمر» الذي تجب طاعته.. تَرفَّعَ عن الصغائر وسما إلى الأفق الرحب الكبير، قليل الكلام كثير العمل، في صمته مهاب وفي كلامه رحاب، بسيط المظهر عظيم المخبر، طويل القامة شامخ الهمة شموخ جبل طويق، أرفعهم صوتاً وأقواهم حجةً وأبلغهم دليلاً، في حركته أناقة وفي هندامه أنامة، مسلم غيور ومصلح جسور ومتنور وقور، جمع خير الدارين فبلغ القمة في العظمة والروعة والإبداع والإصلاح والتنوير. حقاً لقد أبهرنا كما أبهر الملايين حول العالم خصوصاً لندن وواشنطن وباريس... في زياراته التاريخية إذ فاجأهم بكل هذا الانفتاح والطموح والإبداع والشموخ وفيها طموحات بنّاءة هادفة مع المحافظة على المبادئ والقيم والأصالة في مناغمة العصر بأبهى تجلياته وأروع آفاقه.
المملكة العربية السعودية عظيمة بقياداتها الحكيمة وتاريخها العريق واقتصادها الكبير وشعبها الكريم ولا يهزها هذه الخلايا وأمثالها لأنها صامدة قوية عظيمة كصمود جبل طويق.
إنّ الله تعالى قد وهب الأمير محمد بن سلمان من الذكاء والحكمة والمعرفة والنباهة والوعي والرقي ما يجعله حريّاً بقيادة الإصلاح والتنوير والبناء والرقي ليس للسعودية وحدها بل الأمتين العربية والإسلامية قاطبة.
** **
- رئيس المركز الدولي للتسامح في بريطانيا