ميسون أبو بكر
حدثتني صديقة عن نادٍ نسائي فخم ترتاده، به مقاهٍ فاخرة وصالونات للزينة والشعر -والماكياج- وأيضاً للمساج والحمام المغربي، وهي تمضي وقتاً لا بأس به، فيه تلتقي الصديقات وتستخدم المرافق السابقة، وتمارس الرياضة كذلك.
ممارسة الرياضة في الغرب عادة يومية تبدأ في وقت مبكر مع الطفل، حيث تفرضها الدولة في نوادٍ متنوعة للبولنج والتنس وغيرها يشترك بها الأطفال بعد المدرسة ويلتزم الأهل باشتراك أبنائهم بها واصطحابهم إليها.
كذلك نجد ممارسة المشي والركض من العادات اليومية تخصص لها أماكن مؤهلة وفسيحة وبها كل متطلبات السلامة والإشارات المرورية الخاصة بها، كذلك خصصت دراجات هوائية باشتراكات رمزية وتطبيقات على الإنترنت يسهل استخدامها الفوري.
أما الأندية الرياضية فهي كثيرة وقريبة من المناطق السكنية ومكاتب العمل يشترك بها الناس لاستغلال وقت الراحة في العمل حيث لا يوجد لبعضهم وسط عناء العمل ومتطلبات الحياة الوقت الكافي للرياضة اليومية في الطبيعة.
الرياضة حياة فهي لا تقتصر أن تكون وسيلة لإنقاص الوزن كما هو سائد لدى كثيرين، هي ممارسة حياتية وطريقة لإزالة الضغوطات الحياتية والنفسية والمحافظة على الجسم من الترهل، والغرب نموذج لذلك، فهي عادة يومية رغم انشغالاتهم وقيامهم بكل الأعمال بأنفسهم والعناية بأطفالهم وتخصيص وقت لمتابعة الفواتير والضرائب وهم شعوب تنام باكراً من التعب الشديد والمسؤوليات الكثيرة، فتقفل الأسواق عند السادسة ومحال -السوبر ماركت- والمخابز عند الثامنة وتكاد تقود سيارتك عند التاسعة فلا تجد إلا القليل من السيارات.
لعل الجهود العظيمة والحثيثة في مدينتي الرياض تشير لتغيير هائل ليس في الأماكن المخصصة للمشي بل في أنسنة الأحياء وتأهيلها لأماكن عظيمة للرياضات المختلفة، فكل هذا سيجعل الرياضة من مستلزمات الحياة اليومية بخاصة في مجتمعاتنا التي فيها نسب كبيرة من المصابين بالسكري والسمنة.