الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
علق الناقد والأكاديمي الدكتور عبد الله الغذامي على إعلان الشاعرة العمانية عائشة السيف بلقب «أميرة الشعراء» وقال :»هذه ليست المرة الأولى التي تفوز بها شاعرة بهذا اللقب من بين كل دورات برنامج أمير الشعراء في أبوظبي منذ تأسيسه، بل هي أيضاً هي أول حادثة ثقافية تبرز فيها المرأة في طليعة الهرم الشعري الذي ظل فحولياً لقرون وقرون» ويرى الدكتور عبد الله الغذامي أن الثقافة تجاهلت تفوق المرأة حتى وإن تفوقت شعرياً، وقد كانت الخنساء تنافس فحول الشعراء تحت خيمة النابغة إلا أن عصر التدوين مطلع العصر العباسي انحاز ليحسم المعنى الثقافي للرجال دون النساء، وصُنعت الكتب، كما جرى التدوين لمصلحة طبقات الفحول، وظلت النساء على هامش المعنى الشعري، وترك لهن السرد ممثلاً بكتاب ألف ليلة وليلة وهو الكتاب الذي جرى وصمه بالدونية فهو «لا يصلح إلا للنساء والأطفال وصغار العقول» كما ورد في متون المدونات.
فيما توالت الردود على مقالة د.الغذامي واستهلت د.دوش بنت فلاح الدوسري أستاذ الأدب والنقد، في جامعة الأميرة نورة مداخلتها بقولها: «يالهذه المرأة تحفر بأظافرها الصخر لتحقق طموحاتها, شكراً لك دكتور عبد الله أستاذنا المفعم بالإنسانية».
فيما علقت المتسابقة السعودية الشاعرة حوراء الهميلي بقولها : «الشواعر كما الشعراء جزء من هذه الرحلة التكاملية حيث اللغة حبلنا السري الذي يربط عوالمنا الداخلية بالخارجية، وحيث القصيدة المائدة التي نتحلّق حولها ونتزود منها. كلنا في ركب واحد نكتب قصيدة الإنسان الخالدة».
ورأى د. راضي سعد السرور أن وصول الشاعرة العمانية عائشة السيف إلى إمارة الشعر العربي جاء نتيجة للإرهاصات الأدبية/النقدية الحديثة التي جدت بالساحة الفكرية قي العقود الأربعة الأخيرة، والتي كان الغذامي من أبرز رموزها.
الجدير بالذكر أن الدراسات عن حواء تحتل مساحة كبيرة من اهتمامات أستاذ النقد والنظرية د.عبد الله الغذامي ومن أهم كتب الغذامي عن المرأة «المرأة واللغة» و»الجهنية» ويظهر ذلك الاهتمام في تغريدته الشهيرة ؛ ذكرى مرور مائة عام على ميلاد نازك الملائكة وأنّه عاش معها ثقافياً مذ عام 1385هـ /1965م بتعرفه على كتابها «قضايا الشعر المعاصر» ثم دواوينها بتعاقب متصل وبحوث الغذامي الأكاديمية عنها مطلع دراسته في بريطانيا في مرحلة الدكتوراه في السبيعنيات وأول بحث له بعد الدكتوراه كان عنها 1400 عام هـ/1980م .