د. عائشة بنت دالش العنزي
أكفان النور:
يمضي كئيباً إلى باب غرفتها مثقلاً بهواجسها.. مسكوناً بأصداء شدوٍ قديم؛ قِدَمَ وجودها.. قِدَمَ وجعٍ طاف شرايينها واخترق نبلَ بياضها.
بابٌ.. تجشأ دمها عندما اعتذرت آخر دمعة عبرت جسور الانتظار إلى غربة السؤال.. في رحلة بحث مضنية عن النور، الذي أودعَ أكفانَه قلبَ المحاق؛ تهاوى في حضنها فقداً يجتر قصة وفائها، تطوقه زفرة تحفر الأرض، وتنثر وقاره على كل الرجال القاطنين قبره.
فتات..
كل المكان ممتلئ به.. و كل أزقته تعج برائحته.. تقودهم إليه.. وظلال الشيب الذي حط ركابه في عارضيه واستعاد دفء معطفه؛ صار سراباً يحثو الملح في عيونهم ويسكب أنينه في أكبادهم.. يطفو على وجوههم نازعاً من المرايا كل ملامحه.
** **
أكاديمية - جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن