تقرير - مصعب الداود:
بدعوة كريمة من مستشار الثقافة والسياحة بالسفارة التركية في الرياض، قمنا بزيارة لمدينة إسطنبول التركية في شهر فبراير الماضي استغرقت خمسة أيام، وقد كان الهدف من تلك الدعوة هو التعرف على الكنوز والآثار التاريخية والثقافية والتي أبرزت الجوانب الحضارية لحقبة حكم تمتد لأكثر من عشرة قرون متمثلة في الدولتين العظميين اللتين استوطنتا آسيا الصغرى وهما البيزنطية والعثمانية، وقد شملت رحلتنا زيارة أهم المعالم التاريخية في المدينة، فقد أخذنا جولة في أبرز المساجد العثمانية التاريخية وهومسجد السلطان سليمان القانوني المطل على القرن الذهبي على مضيق البسفور والذي ينقل السائح إلى حقبة الماضي البعيد بتصميمه الخارجي ومآذنه وساحاته الخارجية المشهورة، وليس ببعيد عن جامع القانوني هناك معلم آخر وهومسجد رستم باشا والذي اشتهر بالتصميم المتمثل في الرسوم الجدارية والمزهرية المرسومة على جدار من الخزف، وقد كان هذا التصميم عن طريق المعماري الشهير سنان باشا، كما شملت الرحلة زيارة قصر الباب العالي المعروف بقصر طوب كابي وهو قصر السلطنة العثمانية، وعلى بعد مئة متر تقريبا كانت الزيارة لمعلم بيزنطي معروف وهو صهريج ثيودوسيوس المبني في عهد الإمبراطوية الرومانية والذي كان مخزنا للمياه القادمة من القنوات المائية الأخرى تحت الأرض، ومن الأماكن التي تمت زيارتها هو مسجد زيريك المشابه لتصميم الجامع الشهير أيا صوفيا وقصة بنائه مماثلة لقصة بناء هذا الجامع حيث كان المسجد عبارة عن كنيسة في العصر البيزنطي ثم تحول إلى مسجد بعد عصر الفاتح، وفي اليوم التالي انتقلنا إلى الجزء الآسيوي من إسطنبول وذلك لأجل زيارة مسجد تشامليجا وهو المبني في عام 2016 ولكنه بتصميم ماقبل خمسة قرون، ويتكون هذا المسجد مما يتكون منه معظم المساجد التاريخية في إسطنبول وهي القبب نصف الدائرية والساحات الكبيرة داخل محيط الجامع إضافة إلى تميز هذا الجامع بوجود متجر صغير في ناحية الفناء الداخلي يبيع الكتب والمصاحف والعطور والتحف الأثرية، ثم اختتمنا الرحلة لإسطنبول وانتقلنا إلى مدينة أخرى ذات بعد تاريخي وحضاري وهي مدينة أدرنة، وقد احتوت العديد من المعالم مثل مسجد السليمية المبني في زمن سليم الثاني، وأيضا من أشهر معالم أدرنة بازارعلي باشا والذي يشابه تصميم البزار الكبير في إسطنبول والذي يعرض مختلف البضائع والمنتوجات والملابس والمطاعم ومحلات الحلويات وغيرهاماتشتهر بها البزارت الكبيرة، ولم تطل رحلتنا في مدينة ادرنة والتي استغرقت يوما ثم عدنا بعدها إلى إسطنبول لزيارة آخر معلم في رحلتنا وهو متحف محمد الفاتح والذي يحتوي على معرض صور ورسوم ومتجر كتب إضافة إلى وجود قاعة عرض مخصصة لتصوير فيلم سينمائي قصير بتقنية ثلاثية الأبعاد عن حكاية فتح القسطنطينية عام 1453، ثم بعد تلك الزيارة الأخيرة انتقلنا إلى المطار للمغادرة محملين بالذكريات ومتنسمين بعبق التاريخ، وقد رافقنا في هذه الجولة أحد المرشدين السياحيين والذي عرفنا بتلك المعالم وتسلسها التاريخي والذي قام مشكورا بالرد على اسفسارات الزوار، كما رافقنا أيضاً عدد من الإعلاميين والمراسلين من عدة دول، وقد تشاركنا تجاربنا السابقة وتعرفنا على ثقافة دول المشاركين في الرحلة.