محمد راشد المزيني (البلي) من قافلة المبدعين بالفن التشكيلي بمحافظة الرس وهبه الله أنامل ناعمة لها حس خاص بالتعامل مع الريشة والفرشاة والألوان ليشكل لوحات ساحرة ناطقة بالجمال.. كل لوحة لها حكاية وقصة تقف كثيراً أمامها.. محمد وكما يُعرف (ابن الحزم) هذا اللقب الذي يخفي وراءه الكثير من حبه لمسقط رأسه جاء ليترجم هذا الحب عبر لوحات من عبق ماضيها وتراثها الخالد.
جولة عابرة في ذلك المعرض تقرأ التاريخ والموروث الشعبي وصوراً لبعض الأعلام الراحلين الذين خدموا المحافظة.. بأبعاد وزوايا مختلفة تتابعك وتشدك آمل أن يستكمل سلسلة الراحلين الذين تركوا بصمة تذكر في محافظتهم.. وقد شدني منها لوحة للوجيه محمد سليمان الضلعان -رحمه الله - الابن البار وكأنها تنادي وداعاً.. دعواتكم لي.
الفنان التشكيلي محمد المزيني كان له حكاية في حب الصحراء والسبر في أغوارها سهولها وجبالها من خلال هواية الصيد والمقناص.. فترجم تلك الحكاية من خلال لوحات تنطق بالجمال.. وتبقى لوحة (الطير) الصقر المفقود أكثر ألماً وحزناً.. محمد اكتسب من الصيد سلوك الصبر على استكمال لوحاته لتبدو أكثر نضجاً وبهاءً.
جمع أبو عبدالله (عمدة الفنانين التشكيليين) بالرس بين أكثر من مهارة فنية؛ فإلى جانب براعة أنامله في الخط العربي مما جعل الزائر يلمس ذلك من خلال آيات كتبت بأنواع الخطوط ناهيك عن مهارة النحت فهو يملك موهبة النحت والحفر على الخشب ويقف الزائر أمام ذلك الباب الذي حمل موروث الماضي بألوان زاهية.. وكأنه يقول آباؤنا مبدعون ونحن نحفظ جينات الإبداع للجيل القادم.
ذلك الإبداع الفني والتشكيلي متعة للعين وسعادة وآمل أن يكون متاحاً لضيوف المحافظة.. وأن يحظى المعرض بافتتاح رسمي يليق به.. وتشارك بعض لوحاته في المركز الحضاري وبعض صالات المطارات بالوطن الغالي.. فهي تحمل جزءاً من الموروث الوطني بريشة مبدعة.