د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي
حينما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إطلاق صندوق الاستثمارات العامة لشركة طيران الرياض، لم يكن الخبر مفاجئاً ولا مستغرباً من سموه الكريم، على الرغم من أنه كان مفرحاً وساراً لكل مواطني المملكة ومحبيها، لأن إستراتيجيات محمد بن سلمان في توالٍ مستمر، وأفكاره في تجدد لا يتوقف، وطموحه يلامس عنان السماء وتخطيطه وعبقريته لتقدم المملكة وازدهارها أمر لا ينقطع.
لذا جاء الإعلان عن إطلاق هذه الشركة العملاقة في توقيت مدروس ومتزامن مع نهضة شاملة انتظمت مختلف القطاعات ضمن إطار جهود صندوق الاستثمارات العامة وفي وثبة جديدة من وثباته التي تصب جميعاً في تنمية الاقتصاد الوطني وفي إطار إستراتيجية البناء الحديث والمواكبة المستمرة وملاحقة إيقاع خطوات العالم من حولنا.
لقد ولدت شركة طيران الرياض مكتملة النمو وصحيحة البنية، وتحدق نحو الأفق البعيد، لأن فكرتها نشأت من عبقرية محمد بن سلمان وعزمه الذي لا يعرف التراخي ولا الفتور، ورؤيته التي تخاطب المستقبل ومتطلباته، وتعمل على تعزيز مكانة المملكة في المقدمة دائماً، وكذلك انطلقت الشركة قوية لأنها ولدت من رحم صندوق الاستثمارات العامة الذي عرف بتخطيطه الدقيق وإستراتيجيته الواضحة وإمكانياته المهولة، وسياساته الراسخة، وخططه المستقبلية الرامية إلى الاستثمار في القطاعات الحديثة والعمل على ترجمة مستهدفات رؤية 2030.
لقد بدأ الناقل الوطني الجديد منذ الوهلة الأولى الانطلاق نحو تحقيق أهدافه المرسومة ضمن الإستراتيجية الوطنية للطيران الهادفة لتحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز طيران عالمي، وتعزيز أهداف المملكة لنقل أكثر من 330 مليون مسافر وجذب 100 مليون زائر بحلول عام 2030م وهذه دلالة على العمل الجاد والتخطيط السليم والجهود الكبيرة المبذولة لتحقيق الأهداف التي أنشئت الشركة من أجلها.
ويؤمل أن يسهم طيران الرياض في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 75 مليار ريال، وكذلك خلق أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، كما تهدف الشركة الوليدة إلى تشغيل أسطول طائرات يعتبر الأحدث والأكثر استدامة وملاءمة للبيئة في العالم.
وتهدف خطة الناقل الوطني الجديد لأن يصبح وسيلة جذب سياحية وتجارية إلى المملكة من خلال بناء شبكة واسعة من الوجهات العالمية كما أن انطلاق عمليات طيران الرياض التشغيلية من العاصمة سيعزز تحويل الرياض إلى واحدة من أكبر المدن الاقتصادية في العالم، كونها تضم أكبر المشاريع الجديدة والطموحة مثل مشروع مطار الملك سلمان الدولي، مشروع القدية الترفيهي، والمسار الرياضي، وحديقة الملك سلمان، وبوابة الدرعية، وغيرها من المشاريع الحديثة المتميزة.
إذن طيران الرياض سيكون إصافة نوعية جديدة لمنظومة الطيران في المملكة ويسهم في النمو والنهضة والازدهار المستمر في بلادنا، في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله..