منذ استوعبت.. وأنا أقرأ وأسمع بأن الإعلام بكافة وسائله سلاح ذو حدّين.. وكنت حقيقة حينها ومع بداية العمر وعصر الشباب أتخوّف من كلمة «سلاح وأسلحة» خاصة في الإعلام.
وحسب توجيه المؤشر الذي يستخدمه مسؤولوه بل ويتضمن كافة الوسائل لمخاطبة الآخر عبر ماكينة التواصل والتي أصبحت في هذا العصر تسابق الريح.. لتنافس إعلامي واضح.. منه الصّالح ومنه للآسف الطالح.. وتم مناقشة ذلك بوضوح وشفافية في جلسات المنتدى الإعلامي السعودي»2..
وبمناسبة تعيين ابن الصحافة والإعلام معالي الأستاذ سلمان الدوسري وزيراً للإعلام والذي استبشرت به وتفاءلت به فئات عديدة من طبقات المجتمع.. إن كان رجل الشارع العادي.. أو من يهتم ويتابع الحراك الإعلامي الظاهر.. والذي يحتاج بين حين وآخر.. لإعادة النظر بهدوء وروية وقرار يحرك ماكينة عملها الذي يحتاج للتجديد وإعادة ما تم إلغاؤه من قنوات لظروف وحالات ربما كانت في حينه تستلزم ذلك.. ومما لاشك فيه بأن أصحاب المعالي الوزراء الذين تعاقبوا عليها ما قصّروا كانت لهم اليد الطولى في العمل وما بذلوه من جهد يستحق كل واحد منهم الشكر والتقدير لما قام به من إدارة وتجديد.. ولكن لازلت أشعر كمراقب عن بُعد أن الوزارة لابد أن تكون أكثر حيوية ونشاطاً وهمّة وعملاً.. ولابد أن نحاكي العالم بإعلام وصورة واضحة وجليّة..
وبالرغم من ما تشهده بلادنا من حراك وتغيير فإن إعلامنا السعودي في أمسّ الحاجة لمواصلة التطوير بالكامل وإعادة نظر حصيفة ومركّزة ليكون بمستوى ما تشهده بلادنا من حراك..
نحن معالي الوزير :
من فضل الله فنحن نعيش نهضة شاملة ليس في العمار والبنيان.. وإنما في الفكر وتنمية العقول بشباب وشابات تم فتح جميع الأبواب لهم ولهن لإثبات جدارتهم.. وها هم يشاركون بجدارة في كل ميدان.. وبالتالي فلابد من فتح ملف الصحافة الورقية ودعمها وقراءة ما ذكره معالي الوزير السابق المكلف للإعلام د. ماجد القصبي وفقه الله بالمنتدى الإعلامي 2 بأن المؤسسات الصحفية سوف تتحول لمؤسسات تجارية..
وهذا التوجه سوف يساهم للحفاظ عليها واستمرارها ويساعد لانتشالها من قاع الغياب..
هناك أيضاً معالي الوزير ما تم سابقاً من إلغاء بعض القنوات مثل الثقافية والتي كان لها دور في تطوير الحراك الثقافي المهم.. وكانت تنقل لنا جميع المناسبات في مناطق المملكة..
وبعد إلغائها فقدنا بذلك قناة حيوية بل تشتت وغاب الكثير من هذا النّشاط بين قناة وأخرى والمطلوب أن تعود.. أيضاً إعطاء الشباب والشابات من أبناء الوطن الفرصة كاملة في القنوات للمشاركة فيها.
معالي الوزير :
وهناك من لازال يفهمنا بطريقة مغلوطة متناسين مكانة المملكة وأنها ليست مجرد دولة نفط.. وصحراء وبدو رُحل.. إنها كما نحن نعيشها ليست كذلك..
بل هي بلد الحرمين الشريفين وقبلة مليار مسلم ووطن عقول وحضارة وتاريخ بل وهي اليوم بقيادتها الحكيمة نراها كسعوديين بأنها قائدة للعالم الإسلامي والعربي..
إنها السعودية.. التي أرسى دعائم أمنها واستقرارها ورفاهيتها الملك القائد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيّب الله ثراه وأحسن مثواه.. وخلفه ملوك كان لهم الشأن العظيم ومواصلة وصاياه لتطوير الوطن والمواطن علْماً وإعلاماً للوصول لعنان السماء..
معالي الوزير :
رأت فيك القيادة صفات الرجل المناسب لمكان مناسب تعرفه ويعرفك.. لتتبوأ هذا المنصب الإعلامي الرفيع.. والذي أراه يليق بك.. لذا أنت اليوم تُكْمل خطوات من سبقك من وزراء إعلام أفاضل لهم منّا كل التقدير وأنت بإذن الله على قدر المسؤولية تُدرك ثقل المنصب.. وأن أمامك مسؤوليات جساماً.. وملفات بين يديك أو في الأدراج..
تحتاج منك ومن بطانة صالحة حولك إلى فتحها وإعادة النظر في الكثير منها.. الإعلام.. صحافة وتلفزيون وإذاعة..
متطلعين بأن يكون إعلامنا السعودي غير.. لا ينقل الحدث وإنما يكون صانعاً له.. إذاً ما هو المانع أن نغيَر ونجدّد ونتفاعل ونؤسس لإعلام جديد ونستفيد ممّا سبق ليتواكب مع معطيات هذه المرحلة التي تتطلب منا إكمال المسيرة بالتعاون والتكاتف وتهيئة شبابنا وبناتنا لمرحلة إعلامية قادمة تتوافق مع رؤية 2030..
نكرر التهنئة لمعاليكم وندعو الله لكم بالإعانة وتوفيقه.. ونكرر الشكر لمعالي د. ماجد القصبي الذي واكب الصحافة عن والده رحمه الله وغفر له..
والله وليّ التوفيق