عبدالمحسن بن علي المطلق
مدخل..
رمضان.. خيراته حسان أحدها بل أُولاها صلة الأرحام، فالتزاور، لكن...
بلا... (تبرّم) ما يُنبئ عنه اليوم..أنّه لم تعد الناس -غالبها - تحفل باللقاء، وكذا (والحديث يسوق بعضه).. بأي معلومة تُلقى عليها.. أو خبر، وكأن لا طازج (صراحة) لديهم!، وهذا شأن ثقيل، لأنه أتى على ما اعتدناه في مجالسنا يوماً عن قريبٍ تولّى كانت، فكان يُنثر بها الحميمية ويدرج التآلف الذي يزيد من صيغ - ميل- القلوب بعضها لبعض.
فكم من حديث من صاحبك أشبعك، وكم من مسامرة علقتها وكم من مناوشة - حتى- كان لها لذيذ وقع إذا ما ذكرتها، وبالفعل/
رب يوم بكيت منه فلمّا
صرت لغيره بكيت عليه
بخاصة والصاحب آن يمليه يأتيه من جانب صدق، أو عفوية تنزل عليك كرذاذ الماء..
والأثقل من ذاك أن القوم بالغالب -أيضاً- لا تجدك بأي محفل لمّ لفيفهم سوى أنهم سادرون متململون، قد يتلوّن وجه بعضهم بـ(مجاملات)، ما لا تحسّ منهم ركزًا
إذ المجمل.. ما أن يسلّم عليك إلا وسلّم بقيته الباقية لما بين يديه (الجوال) لينظر فيه!
والعجيب بآحادهم لو كنت بعيدًا أو في سفر لأشبعك باتصالات طيّها مدى الشوق الذي لك يخبئه..
المهم كأن ذهب كثير من ذاك الأنس
وتوارى شيء من الحفاوة التي اعتدناها في الاجتماعات وتابعها من الولائم، لتركن تلكم الفضائل بأقصى اهتمام البعض.
لا تدري ما السببب؟، هل الزمان وقد تقارب به كل شيء، ما أذهب باللهفة التي كانت، فتأخذ معها مع ما أعطت من تقنية تحد لها جانبها الإيجابي وتشكو من سلبيّة ما أخلفته، وقد أخذت ذاك الوجه من الجميل الوقع..
فإنك أنّى التفت وجدت شيئًا مدانيًا لوحي ما سلف، أدلي بهذه ولو ألفيت مكابرًا ليقول أنت تبالغ، فالوقع وحده من يحكم ليس بأمانيّنا البتة.. سجع خلافه
وبالمناسبة البعض بغمضة عين يقتنع، أقصد لا تحتاج معه طويل شرح، ونوعية أُشربت الملاجّة، وعلى كل شيء!
أعود لمنوالي/ فاضت الدنيا..نعم، وتيسّر سبل اجتماعاتنا أجل، وساعدت أحوالنا المعيشية في تناول أطراف اللقاءت بكل سهولة لا بأس، ففي أقرب «كفي» تواعد من تحب، لكنها لقاءات باهتة، لا تكاد تجدها مفعمة، أو تنمّ عما تروم.. بها بما يغري فيها!
وبمناسبة «الكفي» فقد مرّ جيل ماد إلى المطاعم السريعة، وقد أخذت زخماً من الحظّ، ليعود الغالب إلى المنوال المعتاد.. والحمد لله.
فـ(أ فيقوني) إن كنت أحلم، أو أتقصّى من وجه شاحب للحياة أنحو، أو كمن مزايد على الواقع بما لا يمكن هضمه في خلد المتلقي، فما تلك سوى ألم (معنوي..) لا معويّ أحسست به، فبحت عنه..
فما أنا إلا واحد منكم، فقط أحاول التفكير خارج الصندوق، أي كمن ينظر من عليّ.. فينظّر بالحال ويصف الإيقاع، ليصنّف الأوجاع
إلا فاسامحوني، إن كنت تماديت
أو لكأني تجاوزت قنطرة المسموح به!