د.محمد بن عبد العزيز الفيصل
ارتبط المسرح في المملكة بالعرض الكوميدي الذي سيطر على مفهومه لعقود، فأصبح رهينة لهذا التصور السطحي، فلا يمكن الحديث عنه إلا بهيمنة هذا المفهوم الذي صاحبه تقنين لمهام المسرح ومتطلباته، ورافق ذلك انحسارٌ في نشاطه، وضمورٌ في حضوره، فكان في حكم الميت المحنّط في تابوت نشاهده ويعيش بيننا ولكننا لا نشعر بوجوده! فكانت إعادة الحياة إليه مهمةً صعبة ومعقدة، في ظل هذه الظروف التي أحاطت به عقود وقيضت من وجوده الحي!
تفاءلت كغيري من المواطنين الذين استقبلوا خبر تأسيس هيئة المسرح والفنون الأدائية بقرار مجلس الوزراء رقم (398) بتاريخ 10/6/1441هـ، وتابعنا بشغف نشاط الهيئة بعد تأسيسها، التي أطلقت أهدافها من أجل النهوض بالمجال المسرحي والفنون الأدائية، ودعم وتشجع التمويل والاستثمار فيها، واعتماد برامج تدريبية مهنية وجهات مانحة للشهادات المتخصصة في هذا المجال، وزاد من تفاؤلي تسنّم أخي الأستاذ: سلطان البازعي، لهذه المسؤولية المعقدة، فهو صاحب خبرة إعلامية عريقة، ورجل إداري حازم، سعى للنهوض بالمسرح، فصارح المسرحيين بهموم المسرح ليحفزهم على بذل المزيد من الجهد وهم أكفاء، وبلا شك أن وطننا يزخر بالكوادر المسرحية الفذة، والمتميزة، والمستقبل واعد بمزيد من الكفاءات الشابة التي ستتبناها هيئة المسرح والفنون الأدائية خصوصًا بعد افتتاح أقسام خاصة بالمسرح في الجامعات.
وقد تابعت احتفاء هيئة المسرح والفنون الأدائية بيوم المسرح العالمي، وكانت فرصة سانحة للهيئة بكل قياداتها وكوادرها التي يمثلها البازعي للقاء المسرحيين على مسرح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، من كتاب وممثلين، ونقاد، فالطريق ما زال طويلاً، مع أن الهيئة تفاجئنا كل حين بأخبار سارة آخرها عودة المسرح المدرسي، والمأمول أن تعمل الهيئة على ربط المسرح السعودي بالمسرح العالمي، وأن تكون لمسرحنا هوية ثابتة وراسخة تعكس قيمنا، وأنا على ثقة أن ذلك ليس بعزيز على أبناء طويق.