الثقافية - علي القحطاني:
توّج القاص محمد المنصور الشقحاء مسيرته الإبداعية بسيرته الصادرة، تحت عنوان «محطات.. سيرة محمد المنصور الشقحاء ورق متناثر..» وقد تحدث في الكتاب عن تجربته في الكتابة ومشاركته في تأسيس نادي الطائف الأدبي سنة 1395هـ وعن أبرز المواقف والأحداث التي صاحبت تلك المرحلة، وتحدث الشقحاء إلى أنه دهش من انصراف أبنائه عن المكتبة وعدم استفادتهم منها بالبحوث التي تقدمها المكتبات بالأسواق، فأدى ذلك إلى إهداء مكتبته الخاصة إلى مكتبة الملك فهد الوطنية.
وفي لقاء القاص محمد المنصور الشقحاء مع «الثقافية» تحدث عن فصول كتابه ومحطات حياته وبداياته الأولى في عالم الكتابة والنشر بالصحافة، وقصة تدوينه لمسيرة نادي الطائف الأدبي في كتاب منشور تحت مسمى «النادي تاريخ ومسيرة».
«المذكرة»
* كتبتَ مذكرة عن حياتك وأنت على مشارف الثمانين؛ برأيك ما الخلاصة التي تود قولها؟ وكانت مختصرة جدا لا تكاد تبلغ 100صفحة وهل تميل إلى الكتمان في التحدث عن تفاصيل حياتك وتميل إلى الإيجاز؟
- إيجاز مفيد لتحفيز القارئ للبحث عن التفاصيل ووجدت الكتمان وقد تحدثت عن كل محطة شعرت فيها بأني موجود.
الاحتراق الوظيفي
* البعض يرى أنك عانيت من الاحتراق الوظيفي؟
- الوظيفة مصدر معاش كريم وقد أثر موت والدي وأنا في الثانية من العمر في التشكل، وقد كفلني زوج أمي وعوامل طبيعية مدمرة منها احتراق المنزل بكل أثاثه وضياع الحقوق والهوية، وهذه واكبت الطفولة الأولى في مدينة جيزان فصادقت البحر.
وفي مدينة الطائف جاءت الطفولة الثانية متنقلة من حي لآخر ومن مدرسة ابتدائية لمدرسة وتعثر في المرحلة المتوسطة تراكم في المرحلة الثانوية معه جاء اللجوء للعاصمة الرياض للبحث عن وظيفة حكومية عدت معها للطائف.
نادي الطائف الأدبي
* أدركت مرحلة تأسيس نادي الطائف الأدبي حدثنا عن تلك الفترة؟
- لم أكن الوحيد الذي أسس نادي الطائف الأدبي فقد كنت مع أحد عشر مؤسسا:
1 – علي حسن العبادي
2 – محمد سعيد كمال
3 – محمد المنصور الشقحاء
4 – علي خضران القرني
5 – علي حسين الفيفي
6 – حمد زيد الزيد
7 – إبراهيم محمد الزيد
8 – محمد خلف الزايدي
9 سعد الثوعي الغامدي
10 – عبدالله سعيد جمعان
11 – محمد عبد الرحيم الصديقي
زملاء عمل توالت اجتماعاتنا التشاورية حتى حصلنا على موافقة الإنشاء والانطلاق.
البدايات
* حدثنا عن بداياتك في جازان؟
- جازان المدينة والناس اليوم في الذاكرة صورة ضبابية يشكلها البحر وأنقاض مبنى مدرسي في سفح جبل يمتد رمله حتى البحر وبيت مكون من عرائش من جذع شجر وعسيب الخوص وعشش مخروطية وسور شجري وطفل حافي القدمين يجتاز طريق رملي ليصل للمدرسة.
الوالد
* ما أثر والديك على نشأتك؟
- والدي لا أعرفه توفي وأنا في الثانية من العمر وأم أرملة وجدت البقاء في وصي تزوجته لتبقى ونبقى، لا سيما وأن والدي كان أحد رجال الملك عبد العزيز –يرحمه الله- بعد تكليفه بإمارة بيش بمنطقة جازان و قبل تكليفه بإمارة بيش تنقل في المنطقة التي عشقها وكوّن فيها حياة جديدة بلاد عسير رجال ألمع والقنفذة وبيش ومدينة جيزان حتى موته ودفن بمقبرة جيزان عام 1368هـ/ 1948م هكذا يقول ملفه في المؤسسة العامة للتقاعد.
المقطوعات الشعرية
* عام 1384 هـ / 1964م كتبت بعض المقطوعات الشعرية، في صفحة «دنيا الأدب» في جريدة المدينة التي تصدر في جدة، حدثنا عن خطواتك الأولى في عالم الصحافة؟
- تفتقت الكتابة بعد قراءة المجلات المصورة والكتب المستعملة ومشاهدة أفلام السينما وأنا في المرحلة المتوسطة عام 1380 هـ / 1960م لتكون شاعرا فكتبت الخاطرة والمقال الاجتماعي في الشأن العام في صفحات القراء بجريدة المدينة وجريدة الندوة وفي زوايا هواة المراسلة وجمع الطوابع، ووجدت مكاني بملحق «دنيا الأدب»بجريدة المدينة وتشجيع محرره الشاعر والقاص سباعي عثمان ومع نادي الطائف الأدبي ركزت على القصة.
صحيفة الجزيرة
* ذكرت أنك التقيت برئيس التحرير صحيفة الجزيرة الأسبق عبدالرحمن المعمر؟
- نعم وجدته واقفا أمامي بمكتبي في مبنى «برقيات الرياض» في بداية حياتي الوظيفية كمراجع يرغب في إرسال برقية وطال حوارنا بعض الوقت وعرف أن لي مقالات مرسلة لجريدة الجزيرة ودعاني لزيارته في مكتب الجريدة بمطابع المرقب كان ذلك عام 1387 هـ/ 1967م إنه الأستاذ عبد الرحمن المعمر رئيس تحرير الجزيرة الأسبق،كما التقيت بزميل الدراسة الشاعر سعد الحميدين وكان محررا بمكتب جريدة الرياض في الطائف وشاركت في إعداد بعض الصفحات وكتابة بعض الزوايا في جريدة الرياض ومجلة اليمامة في صفحات الفن والأدب والمرأة و أجريت حوارات فنية مع المطرب طارق عبد الحكيم والمطرب سعد إبراهيم والممثل أحمد الهذيل والفنان التشكيلي سليمان الوابلي
عالم القصة
* تنطلق كتاباتك القصصية من عوالم واقعية ومدنية تعج بأجناس مختلفة من مناطق المملكة ومن شعوب العالم لكل فرد موروثه وعاداته.. كيف قرأ النقاد تجاربك القصصية؟
- وجدتني القاصة المصرية جاذبية صدقي من خلال قصص مجموعتي «انتظار الرحلة الملغاة» تجريدي وهي تقول عن قصصي: (المؤلف مفتون جدا بالتعبير التجريدي لدرجة أنه لا يهتم بموضوع قصته) ووجدني الأديب والناقد السعودي صالح بن إبراهيم الحسن سريالي وهو يكتب عن تجربتي القصصية من خلال قصص مجموعة» المحطة الأخيرة «.
الأساتذة الجامعيون
* ما موقفك من أحد الأساتذة الجامعيين عندما رفض أن تدرس نصوصك القصصية في منهج الأدب السعودي؟
- سمعت هذه الحالة ووصلتني حينها بشكل آخر من محاضرة عربية تواصلت معي تبحث عن مصادر لبحث لدرجة الماجستير عن الشعر العربي السعودي وقدمت بيانا بأسماء الأدباء فقام عميد الكلية التي تعمل بها بشطب اسمي من البيان فبدلت المشروع ببحث عن شاعر من العصر العباسي.
وهناك باحث من شمال شرق آسيا جاء في سنة تفرغ جامعي للرياض وسعى لقبوله كطالب جامعي لدرجة الدكتوراة واختارني كقاص فرفض مجلس الكلية الفكرة فقطع الباحث إجازة التفرغ وعاد لجامعته.