مع الصيام (1)
آيات الصيام بالتقوى بدأت {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وختمت بها {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. حقيقة التقوى تكون بالتقوى على حقيقتها.
مع الصيام (2)
{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} ملاطفة العامل في أول الطريق،لكن أجر العمل لايعلم مداه ومنتهاه إلا الله. (وكُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلّا الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وأنا أجْزِي بِهِ) . هي {أَيَّامًا} ثم هي {مَّعْدُودَاتٍ} ماهذا التسيير؟ يالطيف.
مع الصيام (3)
(آية) الدعاء جاءت وسط (آيات) الصيام.
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} الدعاء آية على قلبٍ يقظ، وآيات القلوب اليقظة مزيد سؤال، وإلحاح، ودعاء.
مع الصيام (4)
يسأل عن حكم بلع الريق نهار رمضان،وهو يبتلع مقدرات الأُمَّة طيلة العام. احتراز.
مع الصيام (5)
يقف بالصف داخل المسجد امتثالًا واستجابة لله والرسول -صلى الله عليه وسلم- لا تقدم ولا تأخر، لكن عند الطوابير والقاعات والإشارات المرورية دائمًا لايمتثل ولايستجيب. انفصام.
مع الصيام (6)
كسر روح الصيام سواءً في مقصوده الأكبر الأكل والشرب وسائر المفطرات، أو الأسمى الجسارة على الآثام، وسائر المفسدات، وتمريرها وتكرارها المرّة تلو المرّة.
المسلمون -بفضل الله وحده- حساسون لأي انتهاك علني ناعم ومازالوا.
مع الصيام (7)
شهر القرآن، لا أنْ يقرأ في شهر.
وإذا كانت هذه حصة القراءة،كم حصة نحتاجها للتدبر؟ أمة اقرأ .. هل تدبرنا هذا الشأن.. أبدًا لا يليق من أمثالكم. أنتِ الأمة الحية التي ينتظركِ هذا العالم بكافة مدارسه ومناهجه الموافق والمخالف والمعادي المتربص.. نفعل كما فعل الأسلاف نزيد ونبدع وأمامكِ من التجارب الرصيد الضخم، والنبع الأصيل والزاد المتين، فحذارِ .. ننزلق أو نحيد عن الطريق.
مع الصيام (8)
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.. كتاب هداية للناس في شؤون حياتهم وهو فوق ذلك اهتداء للمؤمنين في شؤون آخرتهم.
{وَالْفُرْقَانِ} هذه اللفظة حضرت هنا لعلها تذكرنا, ومن ينسى؟
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}.
معركة بدر التي فرّقت بين الحق والباطل، والإسلام والكفر، وحزب الله، وحزب الشيطان.
إنْ كان من غفلة مسموحاً بها وهناتٍ تقع على مدار الطريق، لا يمكن الغفلة ونحن نسير أمام هذه الركائز والمعالم الراسخة والمعارك المشرفة إعلاءً لكلمة الله ورفع شعائر التوحيد.
حديث عن أسباب النصر والهزيمة، وحوار حول العدو من الصديق في ضوء الكتاب الكريم والسنة النبوية، ونشرح للأجيال أن الله الذي أوجب عداوتهم وبغضهم هو الذي أوجب العدل وحسن التعامل معهم، وهذا عين العدل, فلا نخلط الأوراق، لا غلو ولا جفاء. (العقائد، المعاملات، السلم، والحرب..).
رأينا الآن من يدعو لتقارب الأديان. (التقارب الممنوع الذي يمس العقائد.. ممنوع, أما المسموح المتعلق بأمور الدنيا وتقرره السياسة الشرعية..)
هؤلاء الذين يفعلون هذا، وينادون بتقارب الأديان أين هم؟
الآن مع الصيام من هذا البيان {وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.