فاجأني قبل أيام زميلي وأستاذي حمد العنقري برسالة ينعى فيها زميلنا ورفيق دربنا بمكتب الجزيرة بالزلفي سابقاً سيف الدين حسن محمد رحمه الله الذي انتقل إلى جوار ربه قبل شهر رمضان بأيام في بلده السودان الشقيق وكم كان هذا الخبر مفزعاً لي ولزملائي منسوبي المكتب وما أقسى فراق الأصحاب والأحبة إلا أننا نؤمن إيماناً تاماً بأن الموت مصير كل حي ولا اعتراض لأحد على ما يقدره الله على أي كائن حي.
لقد زاملت هذا الرجل الفاضل منذ بداية العام الهجري 1402هـ عندما التحقت بمكتب الجزيرة بالزلفي كمحرر صحفي بعدما نقلت عملي من مدينة الرياض للعمل بمحافظتي الزلفي فكان لي الشرف في مزاملة هذا الرجل «نادر الوجود في زمننا» وتحت إدارة أخينا الأكبر حمد العنقري الذي هو الآخر أعتبر إدارته ومزاملته شرفاً لي لا أنساه أبداً.
كان زميلنا ورفيق دربنا سيف الدين الذي خدم في المكتب قرابة الـ38 سنة نعم الزميل الخلوق الوفي والمخلص في عمله وحسن التعامل مع زملائه وعملاء المكتب ولا أذكر طيلة كل هذه السنوات التي قضيناها بالعمل معه رحمه الله أن واجهني أي مواطن أو اتصل بالمكتب متذمراً من تعامل هذا الرجل أو أنه أساء لأحد كائناً من كان.
لقد أكبرت في هذا الرجل أمانته وصدقه وأدبه وقبل هذا كله دينه وخلقه والتزامه التام بمواعيد العمل وبكل دقة يغبطه عليها الكثيرون.
فرحم الله رفيق الدرب وزميل المهنة (أبا وائل) وغفر له وأسكنه فسيح جناته وخالص العزاء وصادق المواساة لعائلته وأسرته وجميع أصدقائه ومحبيه في محافظة الزلفي إخواننا من السودان الشقيق ولزملائي في مكتب الزلفي سابقاً وألهم الجميع الصبر وأعظم لهم الأجر.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
داود بن أحمد الجميل - الزلفي