محمد بن عبدالله آل شملان
كانت الساعة 7 صباحاً عندما بدأت أتصفح جريدتي الموقرة صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء الماضي، إذ بعيني تضع نظرها على خبر وفاة الكاتب في صحيفة الجزيرة الأستاذ عبدالرحمن بن ناصر الشلفان، وكنت حينها في منزلي استعد للذهاب إلى المدرسة مقر عملي، ولأن وقت بداية الدوام على وشك البدء ذهبت للمدرسة، وهناك اختلست نظرة لهاتفي الجوال، فإذا بالتعزية المحزنة من صحيفة الجزيرة «صفحة كاملة» لذوي الفقيد تتصدر شاشة الجوال!، فأصابني الذهول والحيرة، ولاحظ زميلي في العمل الأستاذ إبراهيم بن حمد آل مخيرف بروز علامات الصدمة والحزن على قسمات وجهي.
رحيل الأستاذ عبدالرحمن -رحمه الله-، وهو الذي رثى صديقه الأستاذ عبدالوهاب بن عبدالعزيز الفياض قبل عامين تقريباً، بقوله: «ليس أشد إيلاماً على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق عزيز وغالٍ، فللموت مرارة وشعور بالغ بالفقد مثلما فقدنا ذلك العزيز الغالي رجل الصفات الأستاذ عبدالوهاب بن عبدالعزيز الفياض»، وها هي تلك العبارات نفسها التي نقولها له بعد وفاته.
الأستاذ عبدالرحمن -رحمه الله-، وكما يعرف مجالسوه كان ودوداً وحكيماً دمث الخُلُق شهماً نبيلاً متواضعاً أديباً وحصيفاً.
وأذكر أنه -رحمه الله- علَّق على إحدى مقالتي في صحيفة الجزيرة «رسالة لن تصل إليك يا عبدالعزيز» بمقالة له في الصحيفة ذاتها، أسرني بها، بحديثه الرائع المشوق عن الوطن والقيادة الرشيدة ومكانتهما في فؤاده، مستذكراً فضل موحد هذا الوطن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك من بعده، ودائماً ما يكتب عن منجزات الوطن ومجالاته المميزة ويتعرض في حديثه عن الشخصيات الوطنية والمجتمعية المؤثرة، حتى آخر مقالة له التي كتبها قبل وفاته والتي تم نشرها يوم الخميس بعنوان «في شأن الاتفاق السعودي -الإيراني».
رسمياً انتهى العزاء على وفاة الكاتب عبدالرحمن الشلفان، لكن حالة الأسى واللوعة وألم الفقد لن ينتهيا سريعاً، فالراحل شخصية إعلامية مؤثرة خلّفت بصمة في سجلات الوطن من الصعوبة بمكان نسيانها.
عزاؤنا لأسرة الفقيد في هذا المصاب الجلل، وأخص بالعزاء أبناءه: أنس، ومازن، وهشام، وماجد، وجمال، وسطام، والذي نسأل الله أن يغفر له، وأن يتقبله في الجنة، وأن يرفع درجته مع الأبرار والصديقين والشهداء، إنه سميع مجيب. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.