د.شريف بن محمد الأتربي
في ليلة من ليالي الوفاء وعلى أرض مدرستنا الغراء وبدعوة كريمة من مدير يسطر اسمه بين العظماء كان لقاء خريجي مدارس الرياض للحقبة التسعينية ومعلميهم، لقاء استعاد فيه الجميع أحلى الذكريات، تنفسوا روح البراءة والجد والاجتهاد، تذكروا كل دقيقة مرت عليهم وهم محصنون من الشرور والجهل داخل أسوار مدارس الرياض مدارس العلم والعلماء.
عشرات بل مئات من الطلبة والطالبات لبوا نداء العودة إلى المدارس والاجتماع معا في بادرة طيبة من سعادة المدير العام الأستاذ عبد الرحمن الغفيلي الذي تواجد بنفسه وسط الجموع وكلل جهوده التي لا تتوقف عن الإبداع والعطاء بأن جمع كوكبة من نخبة المجتمع من قادة الدولة من أبناء الوطن ليعودوا إلى مدارسهم فخورين بما حققوه من إنجازات بنواها على علم حصلوه من داخل القاعات ومن معلمين هم الصفوة في التدريس والتربية.
قبل أكثر من 30 عاما ولجت من باب مدارس الرياض لأول مرة معتقدا أن رحلتي لن تطول بل هي ربما سنة واحدة فقط ومن بعدها انطلق إلى عالم آخر من الأعمال، وانتهت السنة والسنة وكل سنة ازداد ارتباطا بها كأنها ابن من أبنائي، إن غبت يوما افتقدتها، وإن بعدت عنها حلمت بها، واستمرت رحلة العشق 25 عاما نهلت من معارفها وعلومها، اكتسبت صداقات مع طلابي وزملائي لم تنقطع حتى بعد مغادرة المدارس، لم أكن متخيلا كم الحب والعواطف التي يمكن أن تجمعنا إلا بعد أن تفرق كل منا إلى سبيله، وحين نجتمع تكون ذكريات المدارس هي القاسم المشترك بيننا، نتذكر كل شيء مر بنا حلوه ومره، فمنهما نكتسب خبرات الحياة.
بدأ اللقاء بترحيب من الخلوق أبا زياد المدير العام، تلاه تعريف من كل طالب بنفسه وتاريخ تخرجه وكذلك من المعلمين الحاضرين، حتى وقع الميكروفون في يد الشاعر الكبير نواف الشلهوب ليلقي على مسامعنا قصيدة من أروع القصائد التي تحكي ذكريات المدرسة وما نتعلمه وتعلمناه فيها، ويستمر الميكروفون في الانتقال بين الأيدي الكريمة لتشرف الأذان بكلمات شكر للمدارس وللقائمين عليها أن يسرت وجهزت ودعت كل هذه النخبة من الطلبة والطالبات، وقبل الختام يعلن سعادة المدير العام الخلوق الأستاذ عبد الرحمن الغفيلي عن التجهيز لإطلاق جمعية خريجي مدارس الرياض بعد موافقة سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عليها وهو ولله الحمد واحد من خريجي هذا الصرح التعليمي الكبير.
وأخيرا بدأت رحلة التجول في جنبات المدارس، رحلة شملت البهو الذي تتزين جدرانه بصور من أحلى المناسبات التي مرت على المدارس من حفلات حضرها قادة المملكة منذ عهد الملك فهد والملك عبد الله رحمهما الله وحضور مولاي خادم الحرمين الشريفين أيضا لأغلب أو كل هذه المناسبات، ثم المرور على بعض المرافق لتنتهي الجولة بحدثين مهمين جدا: الأول تناول الجميع لبسبوسة مدارس الرياض عشق الصغار والكبار الذي لا ينسى، وثانيها صورة جماعية لكل الحضور اختلط فيها الطلاب والمعلمون معا الجميع يتسابق ليكون داخل الاطار العام للصورة الصغيرة التي يشملها الاطار العام لمدارس الرياض الصورة الكبيرة للصرح التعليمي الذي لا ينضب معينه أبدا بإذن الله.