م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - سلم الأولويات للفرد وللمجتمع وللأمة يختلف باختلاف الناس أفراداً وجماعات وقيادات.. والأولويات كما الفضيلة وسط بين رذيلتين.. هذا السلم يبدأ بالأنانية الممقوتة وينتهي بالانتحار المنبوذ.. فويل للفرد وللمجتمع من عقول اختل فيها سلم الأولويات.. فهذا معيق هائل للتقدم على المستوى الشخصي والمجتمعي وعلى مستوى الأمة.
2 - المجتمعات السعيدة هي من توافر فيها أفراد منظومة أولوياتهم سليمة ومرتبة قدر الإمكان.. فعلى ضوء هذا التوجه تترتب أولويات المجتمع بشكل صحيح وسليم.. ولا يكون ذلك إلا تحت قيادة أولوياتها تبدأ بالإنسان حماية ورعاية وتنمية.
3 - والناظر المتأمل للمجتمعات والشعوب المحيطة يمكنه تحديد أيها اختلطت عليه أولوياته نتيجة تدخل خارجي.. وأيها اختلطت عليه أولوياته نتيجة تخبط داخلي.. وأيها قَدَّم الإنسان في أولوياته.. وأيها جعله في ذيل القائمة نتيجة انفعاله وعواطفه.. وأيها جعل الإنسان أول ضحاياه بسبب عنترياته أو صراعه مع طواحين الهواء.
4 - المجتمع السعودي كمثال يعيش منذ التوحيد عيشة الأمن والنماء والرفاه.. فلم يتعرض منذ تأسيس مملكتنا إلى حرب أو إلى كارثة أو إلى وباء.. وإن اشتركت فيها المملكة أو كافحتها خارج حدودها.. هذه رحمة من الله تعالى جعلت النمو السكاني في المملكة يصل إلى نسبة عالمية عالية لم يحققها في تاريخه.. بل لم تحققها شعوب كثيرة في تاريخها.
5 - أما النعمة العظمى التي ننعم بها اليوم فهي ملامح وسمات المرحلة التي نعيشها.. فنحن السعوديون في حالة نشوة حيث التطلعات والطموحات والآمال وكل ما يخطر على بال أحدنا ممكن تحقيقه.. ولا يحد مشاعرنا وطموحاتنا وآمالنا أي حدود.. إنه شعور هائل أخاذ فريد في المتعة ينعم به مجتمع كامل.
6 - يمر العالم اليوم بمرحلة مفصلية ولا بد أن نكون على قدر المواجهة.. وهذا يحتاج إلى تحديد لأولوياتنا وتغيير في مفاهيمنا بكل ما تعنيه من وسائل وتنتهي إليه من نتائج.. فالمجتمع السعودي اليوم في الصفوف الأولى في العالم.. قادته إلى تلك المرتبة قدرته الاقتصادية ومكانته الدينية وتأثيره السياسي.. وهذه المكانة تحتاج إلى مجتمع يسير وفق منهج تقدمي منتظم.. والسير وفق ذلك المنهج في مجتمع محافظ يحتاج إلى تعديل في سلم الأولويات وإلى تغيير في المفاهيم.. وهذه من أصعب حالات التغيير وأعقدها.
7 - التغيير قرار وليس رغبة.