د.عبدالعزيز الجار الله
صورة للحرم المكي - مكة المكرمة - لا بد أن تكتمل وهي المظهر العام لطريق جدة - مكة المكرمة والذي يبلغ طوله في حدود 90 كيلومتراً، هذا الطريق - أحد المسارين - واقع بين مدينتين هما مكة وجدة ولكل مدينة عدة ميزات منها استثمارية وتسويقية:
- جدة: مدينة تؤدي أكثر من دور ومنها أنها ميناء ومطار ومحطة لمكة المكرمة فهي: الميناء البحري، والطريق الأسفلتي البري، وقطار الحرمين، والمطار الدولي.
- مكة: هي مدينة مقدسة بها المشاعر المقدسة الكعبة المشرَّفة والحرم المكي، ومنى، ومزدلفة، وعرفات، والسيرة النبوية العطرة لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضوان الله عليهم والخلافة الراشدة، يأتي إليها ملايين المسلمين كل سنة للحج والعمرة.
إذن طريق جدة - مكة أصبح جزءاً رئيساً من المشهد الحضاري والاستثماري لبلد الحرمين، وأول ما يخرج الحاج والمعتمر من مدينة جدة المدينة الثانية بعد الرياض من ناحية الكثافة السكانية بكل بهائها وروعتها وطرازها المعماري الجميل، وهندسة أحيائها الحديثة وشبكة القطارات والجسور التي تعبر فيه عن نفسها كمدينة جديدة من مدن العالم الأنيقة، فإن الزائر والمعتمر والحاج يصدم بتصحّر الطريق الذي يتشكَّل بطوله الـ(90) كيلومتراً من محطات وقود قديمة واستراحات عشوائية البناء، وبيوت متقادمة متناثرة، ومساحات مسورة مهملة، بالإضافة إلى المكون الطبوغرافي تلال وهضاب جبلية، وأودية متقطعة، وتباين بيئي غير متوافق، مناطق وعرة ونهايات جبلية قضمت بشكل عشوائي، فلا أحد يصدق أنه خرج من جدة عروس البحر الأحمر، أو من مكة زينة المدائن العاصمة المقدسة لبلادنا التي تحولت إلى مدينة تفخر وتباهي بأبراجها الباسقة الممدودة في السماء، والمدينة التي تتوالد داخلها المشروعات كان آخرها مسار مكة الذي سيكون حديث المدن السعودية والاستثمار العالمي.
لذا من الضروري من تأهيل الطريقين الشرقي والقديم من جدة إلى مكة بتوجيه الاستثمار إليهما أو أحدهما، و(أنسنة) المكان، إضافة اللمسة الإنسانية على طريق المدينتين من خلال: إنشاء الحدائق الكبرى، والساحات المفتوحة للأنشطة الرياضية اليومية والمشي، وتشجير الطريق، وتعدد المحطات الجديدة، والمراكز التجارية وجعل الطريق رافداً خارجياً للمدينتين.
كذلك الاستفادة من البنية الطبوغرافي بإعادة تشكيل الهضاب، وتحويلها إلى أشكال جملية واستثمرها تجارياً عبر المشروعات.
نحن إذن نحضّر المدينتين لمستقبل واعد بكثافة عالية من أعداد الحجاج والمعتمرين والجولات السياحية من الداخل والخارج وهذا يتطلب رافداً مسانداً لهما يساهم في الجذب السكاني والزوار لمساحة بيئية تضيف لهما عبق الماضي وتنوع المكاني لقضاء أوقات مريحة خارج المدن، وتقديم المزيد من الخدمات والاحتياج للسكان والزوار.