مهاب في شخصيته، حكيم في قيادته، سرعان ما يأسرك بحديثه وأفكاره، هو ذا معالي الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي، تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته، رجل الدولة المخضرم والدبلوماسي العريق والأكاديمي الفذ، إن الموت لمصاب جلل، فما بالك إذا كانت الفاجعة بشخص كان بمثابة أبي وقائدي ومعلمي طوال العقدين الماضيين.
إذ سطَّر -رحمه الله- ملاحم من النجاحات والإنجازات بدءاً بعمادته لكلية الطب وانتهاءً بكونه سفيراً لخادم الحرمين في برلين، حيث كان دؤوباً في سعيه لخدمة وطنه ومواطنيه، متفانياً في تنفيذ توجيهات ملوكه وولاة أمره.
عايشت المغفور له -رحمه الله- عن قرب، ووجدت حباً لا ينضب منه لولاة أمره، إذ لطالما كرر أنه نهل مهارات القيادة وفن السياسة من قادة هذه البلاد.
علاوة على الثقة التي حازها من قادة هذه البلاد، صنع سمعة ناصعة بالحب والتقدير لدى الناس، نظير خدمته المتواصلة لهم وحل قضاياهم وصنع الابتسامة على محيَّاهم، فعلى الرغم من المناصب التي كانت يئن بها إلا أنه كان مثالاً يحتذى في التواضع والسماحة، ولا يستغرب ذلك من الرجل العصامي والفارس الأبي.
تنفد الكلمات وتفنى المشاعر في وصف ورثاء الوالد القائد، حيث تدمع العين ويحزن القلب، لكن ما نقول إلا ما يرضي ربنا، ووالله إنا بك يا أسامة لمحزونون.
** **
- د. عبدالله فهد أباالجيش