جدة - واس:
أعاد موسم رمضان جدة التاريخية، لأذهان الزوار مهنة «المنجد»، في تجربة مباشرة أمام الجمهور، والتي تعد من أهم المهن التي عُرفت في تاريخ العرب.
وكانت هذه المهنة تدخل في مستلزمات تأسيس كل منزل جديد، إذ كان يخصص عدة أيام قبل الزفاف لكي يأتي المنجد ويقوم بتجهيز الفرش واللحف والمخدات، كما أن أغلب الناس كانوا يجددون ما لديهم من مفروشات فيستدعون المنجد إلى المنزل.
وعلى الرغم من ظهور أدوات كثيرة وبأشكال متعددة ومنها اللحاف والبطانيات المصنوعة آلياً والتي لا تحتاج في صناعتها إلى المنجد كونها تصنع من الفايبر وتخاط بماكينة وليس باليد كما كان اللحاف القطني، إلا أن المنجد ما زال منتشرًا. ويشرح الحرفي للزوار عملية التنجيد التي تمثل البداية في المهنة من خلال الضرب بالمطرقة الخشبية على وتر القوس الغارق في القطن بهدف حلحلة وتنعيم ونفش الصوف، تمهيداً لتعبئته في القماش ثم حياكته، وأخيراً طرقه بعصا خيزران نحيلة حتى يصبح سطحه في مستوى واحد، فيما يأتي الفن في الحرفة بما يرسمه الحرفي على اللحاف من ورود، وطواويس، ونجوم، وكل هذا يتم بالأبرة والكستبان.