جاء رمضان شهر البركات ومضاعفة الطاعات والحسنات، شهر السخاء وتحرر الروح من عادات الجسد ونمط الحياة الروتينيه اليومية. جاء الشهرالمبارك الذي يقترب فيه أهل السماء من أهل الأرض ويقترب فيه أهل الأرض من أهل السماء. جاء رمضان بعد الانتظار الطويل وسيرحل قريباً كضيف خفيف الظل لطيف المعشر كثير العطايا.
رمضان هو ضيف سريع الرحيل، يمر علينا كل سنة ويسكن معنا أياماً معدودات يملأ قلوبنا بالسكينة والرحمة، رمضان ضيف تهواه القلوب وتحبه النفوس وتشتاق له العيون، يأتي رمضان لأيام معدودات ويثري في نفوسنا روح الإيثار وروح المحاسبة.
رمضان أجمل مرحلة في طريق الزمان، يمر فيه ركب الإنسانية على الروض الأنيق، فيرى المشهد البارع، ويشم العطر العبق، ويسمع من صدح البلابل، كم هو جميل رمضان الشهر الفضيل. رمضان تمهل لا تسرع، لم نشبع من ممارسة طقوسك ولَم نشبع من لياليك الجميلة.
رمضان على وشك الرحيل وسترحل أيامه الجميلة ولياليه العطرة المليئة بالخيرات والذكريات والقربات والطاعات، سيرحل رمضان ضيفنا المبارك بعد أن دربنا وذكرنا وغرس فينا كل صفات الخير. وما أسهل انقضاء أيامك ولياليك أيها الشهر الفضيل.. تأتي على شوق وتمضي على عجل، وترحل في صمت، قبل أيام كنا نقول: رمضان أهلاً، نحن الآن نقول: رمضان مهلاً.
سيرحل هذا الضيف الحبيب إلى قلوبنا، وهو يُلملم حقائبه ويتهيّأ للرحيل كان ضيفاً يؤلّف بين القلوب ويهذّب النفوس. سيرحل رمضان قريباً وسترحل معه روحانية التّراويح ونقاء النّفوس ومائدة الإفطار وحديث السّمر، سيرحل هذا الضيف الكريم سريعاً ونحن نعيش في سوانح حلوة تتلذذ بها، نشعرح بأنها نسيم من نسائم الجنة، في رحمات وطاعات وبركات وتبتل، والأجمل من ذلك الشعور الرائع في العشر الأواخر، عندما تتسابق من أجل أن تدرك ليلة القدر، ليلة تتنزل فيها الملائكة، ويكتب فيها الأجر.
رمضان ضيف قدم علينا وسكن معنا لأيام معدودات، وقام بنا تزكية النفس وإصلاح الخلل في الشخصية الإنسانية، لنرتقي بها عن سلطان الغرائز والشهوات والمنكرات إلى عالم رباني يسمو بالإنسان إلى أعلى الدرجات الإيمانية. سيرحل رمضان ضيفًا سريعاً على واقع أليم من الأحداث التي طالما مع بداية قدومه كل عام نأمل أن ينتهي ويحل السلام والأمن في كل أنحاء العالم.
** **
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها - جامعة عالية،كولكاتا - الهند
merajjnu@gmail.com