د.نايف الحمد
مع اقتراب شهر رمضان المبارك من نهايته بدأت أجراس المنافسة تُقرع وبقوة، ودخلت الفرق السعودية الطامحة في إنهاء موسمها بحصاد بطولي تعد العدة للمنعطف الأخير وتتجهز لمواجهات طاحنة لا تقبل القسمة على اثنين.
الأنظار تتجه بشكل كبير لزعيم القارة ووصيف العالم نادي الهلال الذي سيخوض أربع مواجهات من العيار الثقيل في غضون أيام قلائل يبدؤها بمواجهة النصر لحساب الدوري قبل خمسة أيام من مقابلته للاتحاد في نصف نهائي الكأس، ثم يخوض مباراتي الموسم عندما يواجه أوراوا الياباني في نهائي دوري الأبطال الآسيوي ذهاباً وإياباً. في مباراة النصر يريد الهلاليون تسجيل مواقفهم أمام منافسهم وتأكيد تفوقهم في هذا الديربي خاصة في السنوات الأخيرة، وقد شاهدنا النصر يغادر من ثلاث بطولات في الموسم الماضي على يد غريمه الهلال، كما أن الفريق يريد طمأنة جماهيره قبل النهائي القاري بعد أن فقد فرصته في الدفاع عن لقبه كبطل للدوري نتيجة للأخطاء الفادحة والمعيبة من الحكام ما كلّفه خسارة خمس نقاط في لقائي الشباب والطائي، لكن ذلك لن يقلل من قيمة الفوز المعنوية للفريق قبل استكمال منافسات الموسم. على الطرف النصراوي أحدثت إدارة مسلي آل معمر هزة لا معنى لها في أوساط الفريق بعد إقالة مدرب الفريق الفرنسي جارسيا في توقيت حساس قد يكلف الفريق خسارة مكتسباته، وستكون مواجهة الهلال حاسمة في هذا الشأن، إذ سيُعد الفوز انتصاراً لهذا القرار، في حين أن الخسارة قد تعصف بآمال الفريق في تحقيق بطولة الدوري.
الفريق الاتحادي يعيش استقرار كبير ومعنويات عالية في ظل تصدره للدوري، وتنتظر جماهيره بفارغ الصبر نتيجة مواجهة الهلال بالنصر والتي قد تقرّب الاتحاد بنسبة كبيرة للبطولة إذا ما نجح الهلال في عرقلة النصر، رغم أن العميد تنتظره مواجهة صعبة في الجوهرة أمام الشباب الذي يطمح بمواصلة صحوته ومزاحمة الاتحاد والنصر على بطولة الدوري.
نقطة آخر السطر
رغم أن الهلال يخوض موسماً قد يكون الأصعب في تاريخه، إذ لم يسبق له أن مُنع من التسجيل، إضافة لما تعرض له الفريق من إصابات وضغط المباريات وتكالب القرارات، حتى بات هذا الفريق يصارع الجميع من أجل البقاء في القمة ليرضي عشاقه الذين يرون ويسمعون ما تعرّض له.. ولم يعد سراً أن قلنا أن الاتحاد السعودي ولجانه تسبب في إنهاك هذا البطل، لكنه يخوض معاركه بكبريائه في محاولة جديدة لكتابة التاريخ. رغم كل ما يحدث فالموج الأزرق وجماهيره يتطلعون لتسجيل موسم تاريخي لا يُنسى.. وإذا ما قُدّر للفريق تحقيق دوري الأبطال فسيكون الموسم الأجمل في تاريخ النادي بالزعامة القارية والوصافة العالمية، فضلاً عن الفرصة المواتية لتحقيق الكأس الغالية، كأس الملك.
نعم.. رغم كل ما يحدث فثقة عشاق الهلال بالفريق لا حدود لها.. وإذا ما حضرت روح الهلال فسيحقق كبير آسيا أحلام جماهيره ويحولها لواقع، هذه الجماهير التي لم تبخل على الفريق بكل وسائل الدعم والمساندة حتى يواصل هذا البطل جموحه وتمرده على كل الحواجز التي تعترض طريقه في سبيل البقاء في مكانه الطبيعي كممثل وسفير ووجه مشرق لهذا الوطن.