أحمد المغلوث
تبادل أهالي الأحساء بينهم وبين بعض الأسبوع الماضي وحتى اليوم أخبار زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال محافظ الأحساء ومعالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر والدكتور بشار بن خالد المالك المدير التنفيذي لسار ومرافقيهم لموقع مشروع سير العمل الذي يتم فيه تحويل «مسار» الخط الحديدي بالأحساء. هذا المشروع الذي كان حلماً يراود أبناء الأحساء منذ عقود حاصة وكانت معاناتهم كبيرة فنظراً للتوسع العمراني نتيجة للتطور والتنمية التي تعيشها الأحساء يوماً بعد يوم مواظبة النهضة الكبرى التي يعيشها الوطن ولكون الخط الحديدي «سار» بات في قلب الميدينة فكانت المطالب تترى وتتكرر لنقله إلى بعيداً عن المناطق السكنية. وبفضل الله ثم بجهود وتوجيهات قيادة الوطن تحقق الحلم وبات واقعاً وها هو مشاهد من خلال تنفيذ (85 %) من نسبة الإنجاز.
وتجدر الإشارة هنا أن سمو محافظ الأحساء أشاد على أهمية المشروع ودوره الكبير في زيادة عوامل السلامة على مستخدمي الطرق وتحقيق إنسيابية أكبر للحركة المرورية في الأحساء.. إن الأحساء هذه الأيام تعيش فرحة كبيرة وهم يتناقلون هذا الخبر «السار من سار» الذي يعد إنجازاً عظيماً تحقق على يد شركة عملاقة يقودها شباب متميزون يعملون ليل نهار من أجل تنفيذه في زمن قياسي. وهذا يؤكد على أن «سار» تسعى دائماً إلى تنفيذ وتوفير كل ما من شأنه يحقق الأفضل في مجالات خدماتها ومشاريعها التي باتت واضحة للعيان في زمن قصير.
ومن هنا يمكن أن نشير إلى أهمية هذا المشروع الذي يخدم لا الأحساء ومواطنيها فحسب وإنما كل الوطن. والجميل أن تنفيذ هذا المشروع يعيدنا إلى تذكر بدايات الخطوط الحديدية التي بدأت في الأربعينيات الميلادية عندما تم إنشاء ميناء تجاري في الدمام لاستقبال السفن الضخمة التي تنقل مستلزمات أعمال صناعة النفط وبعد موافقة الملك المؤسس طيب الله ثراه ولد قطاع السكة الحديدية. وهكذا تنامت الخطوط في مختلف العهود لتصل اليوم إلى ما هي عليه اليوم من تطور متنامٍ وباتت «سار» المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة تسير بخطى وثابة يوماً بعد يوم وفي ملفاتها وتطلعات إداراتها المخلصة مشاريع عديدة بمشيئة الله وها هي «سار» تسر المسافرين وتسعدهم بوصول خدماتها لشمال المملكة. وماذا بعد إننا على يقين بأن خدمات «سار» وفي كل مسار تنحاز للأفضل وهذا ما يتطلع إليه كل مواطن ومقيم يستخدمون قطاراتها. وكثيرون من المسافرين يتمنون لو خصصت «سار» العملاقة كابينات للعائلات لمزيد من الخصوصية وحتى يتخلص الركاب من إزعاج البعض من أطفال العائلات المنزعجين..
وتجدر الإشارة إلى أن القطار «سار» والذي ينطلق من الدمام وصولاً للرياض مروراً بأبقيق والأحساء وحرض والخرج الخ.. يبلغ مجموع مساره 449كم علاوة على خطوط فرعية تبلغ 400كم تربط بعض مواقع الإنتاج الصناعي والزراعي وبعض المواقع العسكرية بموانىء التصدير وبعض المناطق السكنية. ولاشك أن خطوط السكة الحديدية والتي باتت تحمل اسم «سار» استطاعت ومنذ البداية المساهمة بجدارة في تنمية الوطن والمساهمة في تحقيق نمو كبير في مجالات النهضة التي تعيشها المملكة خلال الـ 76 عاماً الماضية وحتى اليوم وهي تواصل خدماتها وفعالياته المختلفة والمتنامية.