عثمان بن حمد أباالخيل
مواعيد الزمن الجميل كانت تحدد بمواعيد الصلاة، موعدنا بعد صلاة المغرب أو بين بين عشوين أو عقب صلاة العصر وهكذا مواعيد لا تحدد بالساعة والدقيقة إنه الزمن الجميل. مصطلح الزمن الجميل مصطلح حديث والمقصود به حياتنا في الماضي كيف كانت وكيف أصبحت ليتفق معي من يتفق واحترم من يختلف لنحدد بداية الزمن الجميل شخصيًا أرى نحدده من بداية عام 1380 هجرية أي عام 1960 ميلادية أي قبل 63 سنة أي تقريبًا قبل جيلين (الجيل 33 سنة). لنتفق على تسمية الزمن الجميل مع العلم أن هناك تعريفات كثيرة لكنها تتفق على أنه زمن البساطة، زمن بيوت الطين. هل تغير الإنسان وأصبح يلتزم بالموعد بالساعة والدقيقة أم هو التزام جزئي أم لم يتغير شيء. لست متشائما لكنه الواقع الذي نعيشه في التزام بالمواعيد التغير بسيط لكنها بداية التغير والالتزام، احترام الإنسان للمواعيد التي تربطه بالآخرين مهم، وضرورة أخلاقية وحياتية، باعتبارها ترتيباً لأمور الحياة بين أفراد المجتمع، ألا يعلم الانسان أنّ من أهم مهارات الحياة التي يجب أن يلتزم الإنسان بها هي الدقة في المواعيد، فهي تجعل الشخص موضع احترام وتقدير ممن حوله. عندما يقول لك أحدهم: «انتظرني دقيقة»، فهو يعني ربع ساعة، وإذا قال: «دقائق وأبقى عندك»، فهذا معناه أن أمامه نصف ساعة، أما إن قال: «أنا في الطريق» فهذا معناه أن أمامه ساعتان على الأقل أليس هذا واقعنا. غالبية الشعوب العربية من المغرمين بترديد الأمثال التي تحث على الالتزام بالمواعيد (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)، لكننا نطبق المقولة (مواعيد عرقوب) ونعشق لبس الساعات غالية الثمن، إذا سألت نفسك كم ساعة تملك سوف تجد الإجابة أكثر من ثلاث ساعات.. ساعة اليد وساعة الجوال وساعة السيارة والكثير من الساعات، لكننا نفرّط بالوقت ونضيّع العمر، الوقت ثروة لا يجب علينا إهدارها وعلينا أن نستثمره بما يفيد. بعض المستشفيات حين تحجز لك موعداً تطالبك بالحضور المبكر لكن الطبيب يتأخر، من عادة بعض الناس وللأسف يتأخر عن الموعد الذي اتفق به مع الطرف الآخر، لكنه يتأخر عمداً ظاناً أنّ هذا نوع من الجاه (البريستيج)، ولم يعلم أنه يقلل من نفسه واهتمام الآخرين به اعتقاد خطأ. زوجتي في إحدى المناسبات حددت موعد تناول وجبة العشاء وحين حان وقت المدعوات بدأت بتناول العشاء إحداهن وصلت متأخرة نصف ساعة أبدت انزعاجها على عدم انتظارها هل يحق لها ذلك؟
حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وفي رواية وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم. ديننا الإسلامي يحدثنا على التزام بالمواعيد والابتعاد عن تبعياته وهو النفاق. شخصيا أري احترام المواعيد مسؤولية البيت ثم المدرسة ثم الجامعة ثم العمل، والاحترام الحقيقي للشخص يبدأ من احترامه هو نفسه لذاته. للأسف التباطؤ وعدم احترام الوقت والمواعيد يظهر جليا على جميع المستويات بل باتت ثقافة سائدة في العلاقات الاجتماعية بصورة جليه. سؤال لماذا نلتزم بالمواعيد حين نكون في دول الغرب.