د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي
تتوالى ابتكارات ومبادرات وإستراتيجيات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وهي أفكار لا تتوقف من أجل رفعة الوطن وراحة المواطن، وفي كل مرحلة يطلق سموه بادرة اقتصادية ناتجة عن فكر رصين ورؤية صائبة وطموح بلا حدود ورغبة قوية في مواصلة جهود البناء والتنمية واستمرار قوة الاقتصاد السعودي وتقدم المملكة ونهوضها وازدهارها في مختلف المجالات.
وهاهو سموه الكريم - مع قرب الذكرى السادسة لبيعة سموه ولياً للعهد في المملكة - يطلق 4 مناطق اقتصادية خاصة يكون السماح بالملكية الأجنبية فيها بنسبة 100 % وذلك بهدف تنويع جوانب الاقتصاد وزيادة الموارد وتحسين البيئة الاستثمارية في المملكة، وهذا الفكر المتقدم من سموه بلا شك سيفتح آفاقاً رحبة ومجالات جديدة للتنمية والاستثمار ومواصلة البناء.
وتعتمد إستراتيجية سمو ولي العهد في هذا المجال على المزايا التنافسية لكل منطقة لدعم القطاعات الحيوية والواعدة، منها اللوجستية والصناعية والتقنية، حيث تتمتع المناطق التي أطلقها سمو ولي العهد بمواقع إستراتيجية في الرياض وجازان ورأس الخير ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية شمال جدة، وهي اختيارات موفقة نظراً لأهمية هذه المناطق وإمكانياتها الاستثمارية، وهذه الهدايا الوطنية ليست مستغربة من سموه فقد عرف بحب الابتكار والإبداع الفكري وعشق تجارب التنمية والنهوض ورؤيته المستقبلية للمملكة.
وسوف تتمتع هذه المناطق الخاصة بنظم ولوائح تشريعية خاصة للنشاطات الاقتصادية مما يجعلها من أكثر المناطق التنافسية والجاذبة للاستثمارات في العالم، وهذا يسهم بشكل مباشر في تنمية الاقتصاد الوطني، وتوفير الوظائف النوعية للشباب والشابات ونقل التقنية وتوطينها ودعم القدرات الوطنية وزيادة المحتوى المحلي وتطوير الصناعات.
كما أن هذه الخطوة المباركة تصب في تعزيز مكانة المملكة كبوابة عبور لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وكوجهة عالمية للاستثمار ومركز مرموق لدعم سلاسل الإمداد العالمية.
وتستهدف هذه الخطوات التي تنظم أعمالها هيئة المدن والمناطق الاقتصادية جذب الشركات العالمية وتشجيع الاستثمار الأجنبي وتعزيز نمو القطاعات النوعية المستقبلية من خلال البيئة الجاذبة والمحفزة للاستثمار الخارجي تماشياً مع مستهدفات رؤية 2030.
وتأتي هذه الخطط والاستراتيجيات ضمن جهود سموه المتواصلة لجعل المملكة في المقدمة دائماً لاسيما وأن بلادنا ولله الحمد تتمتع بقدرات مالية وموارد متنوعة وثروات طبيعية وكوادر بشرية مؤهلة وشغوفة بالبناء والتطور والتقدم، فضلاً عن البيئة الاستثمارية الجاذبة التي تغري رأس المال المحلي والأجنبي للاستثمار في مختلف القطاعات خاصة القطاعات الحديثة.
حفظ الله بلادنا من كل شر ومكروه، وأدام عليها الأمن والاستقرار والازدهار، وحفظ ولاة أمرنا ومتعهم بتمام الصحة والعافية.