خالد بن حمد المالك
مضت وانقضت خمسة أيام على بدء الحرب السودانية، ومعها قُتل مَنْ قُتل، وأُصيب من أُصيب، ولا تزال المعارك مشتعلة في عدد من الجبهات في تصرّف أحمق من الجيش السوداني والدعم السريع.
* *
ومع هذه المعارك بدأت مؤشرات تظهر عن تدخُّل أجنبي قادم ربما يحول دون أي قبول من الطرفين للوساطات الخيرية، ليستمر العناد في مواصلة القتال بصرف النظر عن حجم الخسائر والكوارث البشرية.
* *
ولا تظهر بوادر عن أن هناك فرصة للحوار بين الجانبين - على الأقل في الأيام القليلة القادمة- في ظل إصرار كل طرف على كسب المعركة ميدانياً، وتركيع خصمه للاستسلام المذل مهما كان ثمن ذلك من دماء الأبرياء.
* *
إن دفع شباب السودان من العسكريين إلى أتون هذه المعارك في مشاهد دامية ليس له من تفسير إلا أن مُسيِّري هذه المواجهات العسكرية يبحثون لهم عن مواقع في قيادة السودان الجريح.
* *
لكل هذا، فقد آن الأوان لاستسلام كلا الجانبين لصوت العقل، والذهاب إلى طاولة الحوار، إنقاذاً لمزيد من الضحايا الأبرياء في حرب لا تبقي ولا تذر.
* *
وآن لكل الدول والتنظيمات الأجنبية أن تبتعد عن أي مشاركة في الانتصار لهذا أو ذاك، عسكرياً وسياسياً ومالياً، فالسودان فيه ما يكفيه من المشاكل والمعاناة والتحديات.
* *
وكل من يدخل طرفاً في الحرب من الدول والتنظيمات من خارج السودان تحديداً فهو بذلك يرتكب جريمة لا تغتفر، ويمارس عملاً عدوانياً غير مبرر ضد الشعب السوداني الشقيق، وعلى الجميع بدلاً من ذلك أن يساهموا في إطفاء هذا الحريق الذي يعرض أمن ومستقبل السودان للخطر.