ميسون أبو بكر
رهبة عظيمة ونحن نشاهد ملايين من البشر يصلون ويعتمرون في الحرم المكي، مشهد مهيب وكل أولئك البشر يؤدون صلاتهم ومناسكهم بأمن ويسر وطمأنينة في أيام فضيلة وفي أجواء من الروحانية والتآخي بين الصغير والكبير والمعتمر ورجل الأمن والفقير والغني، والمسؤول وضيوف الرحمن الذين حازوا على العناية والاهتمام وصدحت حناجرهم بالدعاء والكلمات الجميلة لأهل هذه الديار وقادتها.
التمر واللبن وماء زمزم يتسابق المحسنون في توزيعها وقت المغرب لكسب الأجر وإكرام ضيوف الرحمن، ومكة زادها الله من فضله فأمطرت وغسل المطر القلوب المتعبة كما البوادي المقفرة.
العيد يجمع مسلمي العالم على الفرح كما اجتمعوا على الطاعات، بطاقات محبة وعبارات تهنئة ولقاءات سعادة تجمعهم كما موائد أعلنت انتهاء شهر الصيام الذي دمعت العيون عند وداعه وفاضت القلوب بسيل من الدعاء والرجاء، فقد استودعنا الله الكريم السميع أمانينا وأدعيتنا ورجاءنا بشفاء مرضانا ورحمة موتانا وأمن أوطاننا وراحة قلوبنا.
ترق أرواحنا ونحن نكمّد حزن أحدهم، ونشتري السعادة لأنفسنا حين نقدمها بثمن بسيط لفقير ومحتاج، ويحرسنا الله بعينه التي لا تنام حين نقتدي بنبيه الكريم الذي وصفه بأنه على خلق عظيم فنتعامل مع الآخرين بسلوكيات دعا لها الإسلام الدين السمح القويم.
الإسلام الحقيقي هو ما يتجلى بتفاصيل حياتنا وما انعكس على تصرفاتنا وهو الدين الوسطي المعتدل الذي يجهله الغرباء أحياناً.. أولئك الذين يحملون في أذهانهم صورة مغايرة لحقيقة الإسلام بسبب تصرفات البعض التي أساءت، أو انطباعات خاطئة أو محاولات لتشويه الصورة الحقيقية لهذا الدين القويم وهو منها براء.
أحببت سرد قصة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع عائشة -في مواقف عديدة -على إحدى النساء من إيطاليا والتي التقيتها في ميلان في خطوة توضح احترام الإسلام للنساء.
ذهلت وأنا أخبرها أن النبي محمد كان يحني ظهره لتصعد عليه عائشة رضي الله عنها لترى صبية الحي يلعبون خلف الصور، كما قصة استئذانه زوجاته الأخريات ليمرض في بيت عائشة.
أردت من خلال رسالة قصيرة بلغة مختلفة أن أوصل معلومة قد تصحح نظرة أساءت لنبي الله وبأسلوب امرأة تعرف كيف هي مشاعر النساء.
أخبرتني المرأة كيف التقت بعرب من قبل وكانت بعض تصرفات الرجال قاسية، لذلك علينا مسؤولية أن نعكس الصورة الحقيقية للإسلام من كلا الطرفين.
أيام مضت حاولنا أن نتقرب إلى الله بالطاعات ولعل منها الإحسان والتصدق والصبر إضافة للصيام والصلاة والدعاء وكل ذلك يعطينا خارطة طريق إنسانية نكمل بها بعد انتهاء شهرالرحمة.
استوقفني مقطع فيديو لأحد الأشخاص الذين أحب متابعتهم والاستماع بفكاهة أسلوبهم أسامة الراشد حين وجّه رسالة للعيد حول قول الكلمة الطيبة وعدم التعليق بسلبية على ملابس العيد وعدم كسر بهجة الآخر وبث الحزن في نفسه من خلال التعليقات السلبية.
الراشد له متابعون كثر يحبون أسلوبه وقد وجه رسالة إنسانية عظيمة الأثر وهي الواجب الإنساني الذي لا بد أن نتنبه له كلٌّ في موقعه.
كل عام وأنتم بخير، ومن العايدين.