د.صالح بن عطية الحارثي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإن لعيد الفطر وعيد الأضحى في ديننا شأناً عظيماً ومكانة جليلة وذلك لأن عيد الفطر وهو محل المناسبة اليوم يأتي بعد عبادات عظيمة شريفة: القيام والصيام وقراءة القرآن والذكر والدعاء والتضرع وصدقة الفطر وزكاة المال التي يخرجها كثيرون في رمضان؛ لأن الحول يحول على أموالهم في رمضان، ومن العبادات الجليلة التي تؤدى في رمضان عمرة رمضان وفضلها عظيم كما هو معلوم.
فعيد الفطر يأتي جائزة كبرى وتقديراً عظيماً ويوماً بهيجاً في قمة البهجة والسرور الحسي والمعنوي، فتمتلىء الكرة الأرضية بكل صور السرور ومظاهر الفرح والبهجة بإتمام الله نعمته علينا بإتمام هذه العبادات العظيمة الشريفة.
وقد حث الشرع المطهر على كل ما يكون جالباً للسعادة الحقيقة بعيدًا عن التكلف والتصنع ولا عجب فقد امتلأت القلوب والأرواح بنور الوحي والقُرب من الله تعالى فانفعلت الجوارح والأعضاء لهذه المعاني الراقيةِ الساميةِ فأضحت الدنيا بهجةً وسرورًا يمضي في صورِ صلة الرحم وبر الوالدين والتوسعة على الأهل والأولاد والتزاور والتواد والخروج للحدائق والمتنزهات في مناظرَ تعجز الكلمات عن وصف البهجة التي عمَّ الله بها الأرض وأهلها.
فعلى المسلم أن يعلم أن هذا العيد فسحة ورحمة وسعة من الله لعباده. فليقل للناس حسناً وليكن فيه مفتاح خير مغلاق شر.
هذا وأرفع سامي التهاني ووافر التحايا لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز بهذه المناسبة الشريفة سائلاً الله تعالى لهما التوفيق والسداد وموفور العافية.