سلطان مصلح مسلط الحارثي
مضى عام كامل على قرار غرفة فض المنازعات التابعة لاتحاد الكرة السعودي الذي صدر بحق نادي الهلال «ليلة عيد الفطر المبارك»، في أغرب توقيت لم يستوعبه أحد في الوسط الرياضي حتى الآن، ولكنه سيبقى شاهداً على «تخبط» تلك اللجنة، واتحاد الكرة، واستفزاز واضح وصريح للمكون الهلالي, فهل كانت «ليلة العيد» وقتاً مناسباً لإصدار قرار يقضي بإيقاف نادي الهلال فترتي تسجيل؟
مضى ذلك العام، وبقي أثره وتأثيره على المشجع الهلالي، وسيبقى خالداً في تاريخ رياضتنا المحلية، كشاهد على «العشوائية» التي تدير كرة القدم السعودية، رغم الدعم الكبير الذي توليه القيادة السعودية للقطاع الرياضي.
ويبقى السؤال الكبير، هل أثر ذلك القرار «المتخبط» على نادي الهلال، وتحديداً الفريق الأول؟ الجواب بالتأكيد، لا، فالنتائج التي حققهافريق الهلال، تشهد على أنه لم يتأثر من ذلك القرار، بقدر ماوضع اتحاد الكرة وغرفة فض المنازعات في موقف محرج للغاية.
فريق الهلال بعد «قرار ليلة العيد»، استطاع أن يحقق لقب الدوري السعودي للمرة الثالثة على التوالي، ولعب في كأس العالم للأندية في المغرب للمرة الثالثة «والثانية توالياً»، واستطاع أن يحقق لقب «وصيف العالم»، حينما تأهل لنهائي كأس العالم وقابل ريال مدريد، كما استطاع أن يصل لنهائي دوري أبطال آسيا2022 والذي سيقام بعد أسبوع, فهل بعد تلك المنجزات، يستطيع أحد أن يقول إن فريق الهلال تأثر بقرار ليلة العيد؟
الهلال كيان كبير، لم يتأثر طوال تاريخه من أي قرار، رغم أنه واجه من المصاعب والمتاعب ماواجه، ولكنه في كل مرة يؤكد لنا ولجماهيره الكبيرة أنه «مؤسسة» لا تتأثر مهما كانت الظروف، فلله در هذا الهلال، ولله در رجالاته والقائمين عليه، وليت بقية أنديتنا «تقتدي» به، وتسيرعلى أثره، حتى يكون لدينا أكثر من نادٍ نستطيع أن نراهن عليه في المحافل الخارجية.
وصيف العالم يتسلطن..
لم توفق لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين في اختيار توقيت مباراة الهلال والنصر التي كان سيكون حضورها أكبر قياساً على أسماء اللاعبين في الفريقين، وأهميتها لفريق النصر الذي ينافس على لقب الدوري، فالعشر الأواخر من شهر رمضان، ليست الوقت المناسب للعب المباريات، وهذا ما أثر على الحضور في المباراة الكبيرة التي شهدت تفوقاً هلالياً طوال مجريات المباراة، واستطاع أن يتغلب على ظروفه التي سبقت اللقاء، ليقدم واحدة من أجمل ميارياته خلال هذا الموسم، ويطمئن أنصاره على جاهزيته قبل اللقاءات الثلاثة القادمة، والتي تعتبر أهم مباريات الهلال في هذا الموسم، بل هي الحصاد، والتي ستبدأ من مباراة الاتحاد في نصف نهائي كأس الملك، ومن ثم مباراتي أوراوا الياباني في نهائي دوري أبطال آسيا، بينما لم يقدم فريق النصر مايشفع له، رغم أن هذه المباراة تعتبر من أهم مباريات النصر إن لم تكن الأهم خلال هذا الموسم، فهي تحدد مصيره ينسبة كبيرة في المنافسة على لقب الدوري من عدمها، ولذلك استغربت جماهيره الأداء «الهزيل» الذي خرج به الفريق، ويبدو أنه وضح بشكل جلي تأثر أصفر الرياض من إقالة مدرب الفريق السيد جارسيا، حيث لم يقدم فريق النصر طوال الشوط الأول أي لمحة فنية توحي بعمل فني أو نهج تكتيكي واضح، واستمر في الشوط الثاني على الأداء الفردي الذي لم يشفع لفريق النصر ليتغلب على «وصيف العالم».
تحت السطر:
- مافعلته لجنة المسابقات بفريق الهلال لا يمكن تجاوزه ولا يمكن لأي فريق تحمله، فقد تنازل «مجبراً» بسبب «الجدولة» عن لقب الدوري، ألا يكفي أنه الفريق الوحيد المنافس على لقب الدوري الذي لعب 6 مباريات في شهر رمضان؟ بينما المتصدر لعب مباراة واحدة، والوصيف مباراتين، وصاحب المركز الثالث مباراتين, فأين العدل في تلك الجدولة؟
- مباراة الثلاثاء الماضي بين الهلال والنصر، كانت مهمة للغاية لفريق النصر، بل ربما تكون واحدة من أهم 3 مباريات في آخر عشرين موسماً، ولكنه خسرها لسبب بسيط، هذا السبب يكمن في تسلطن الهلال، وحينما يتسلطن زعيم آسيا، لا يمكن لأي فريق في آسيا بأكملها الوقوف ضده.
- كان تاليسكا «متشنجاً» في مباراة الديربي، ولم يقدم مايستحق لاستمراره داخل الملعب، وبالرغم من ذلك كان يستحق الطرد، إلا أن حكم الساحة تغاضى عنه دون أي مبرر رغم عودته للفار.