حسن علي العمري
يقول عمر أبو ريشة:
تقضي البطولة أن نمد جسومنا
جسراً فقل لرفاقنا أن يعبروا
لكل إدارة عليا تأثير كبير على تفاصيل العمل في المنظومة بشكل كبير، وتأثيرات أخرى على نمط شخصية العاملين في تعاملاتهم وفي سلوكهم مع بعضهم البعض أو في طريقة التعامل مع المستفيدين، وعندما تجد سلوكا سيئا لدى أكثر من موظف قطعا أن هذا السلوك موجود لدى الإدارة العليا وهذا في مفهومي الإداري الشخصي.
وعلم الإدارة الناجحة وقد يشاركني الكثير أنه فن وموهبة مكتسبة أو متأصلة مخلوطة مع ما يتم دراسته وتعلمه، فالنجاح في الإدارة لا يعتمد في الأساس على العلم والتخصص، بل ان هناك عوامل أخرى أهمها الموهبة الإدارية التي قد تكون مكتسبة من الخبرة أو من التربية أو من المخالطة مثل أن يكون الإنسان محظوظا مع أب قيادي ناجح أو أم فاضلة حافظت على تكون الشخصية القيادية لدى طفلها، فالكثير من القادة في العالم أخذوها من بيوتهم وهذا ما قرأته في الكثير من القصص والسير، فكم من متخصص في الإدارة فاشل وكم غير متخصص في هذا العلم نجح نجاحا مبهرا، إن الموهبة الإدارية لا يملكها الكثيرون كما أن الذكاء الإداري وسرعة البديهة عاملان مهمان لنجاح أي إدارة، وكثيرا ما نرى أن الإداري الناجح يستخدام ذكاءه ومهاراته وفن التعامل مع الآخرين ومنح القرار الإداري حرية التكوين مبتعدا عن نظام الديك الواحد الذي يعد البقية دجاجا، لأن هذا النظام الديكي سيجعل صانع القرار بدون منقار وبالتالي سيفقد منقار (قوة) المنظومة بشكل سريع، ومن المهم أن يكون المسؤول مثقفاً وكثيرا ما اربط نجاح الإدارة بزيادة الثقافة لا بزيادة الشهادة العلمية أو مستواها.
والقياس في النجاح هو من ذا يجعل مناخ العمل ملائما لإظهار الطاقات الإبداعية والتي لن تكون في بيئة فاسدة أو في إدارة عليا سيئة.
لذا أرى أن من الوطنية التي يجب أن يدركها الموظف الحكومي بالتحديد ولا نستثني من ذلك العاملين في القطاع الخاص، لأننا كلنا في وطن واحد ومهما كانت مناصبنا الوظيفية يبقى هناك مسؤوليات وطنية تقع على عاتق الجميع، من هذه الأمور مكافحة الإدارة العليا السيئة وهي موجودة في بعض الجهات، ولله الحمد أصبحت تتقلص بفضل التنظيمات الإدارية والتوعية ومكافحة الفساد ويكمن هذا الواجب الوطني بأن يكون الموظف أكثر وعيا بالأنظمة لكي يستند على قاعدة قوية من خلالها يستطيع التخلص من الإدارة العليا السيئة بمشعاب النظام.
هذه المهمة تحتاج إلى شجاعة وجسارة وقد تكون طريق انطلاقة ونقطة تحول في حياة الموظف المخلص الذي يعمل من أجل نجاح منظومته والتخلص من سلبيات الإدارة السيئة.
وهذا ليس مجرد كلام تنظيري وإنما وفق تجارب مدونة من بعض الإداريين السابقين والحاليين، وقد رأينا ذلك في بعض الجهات عندما تكاتف بعض المخلصين في إحدى المنظومات للتخلص من الإدارة العليا السيئة و نجحوا في ذلك ويحسب لهم الأجر إن شاء الله في قدرتهم لمواجهة صعوبات ونفوذ الإدارة السيئة.
وكما قلت سابقا إن الموضوع يتعلق بفهم الأنظمة والقوانين ودراستها ومعرفة تفاصيلها يضاف لها القوة والجسارة والصبر لأن مواجهة مثل هذه الإدارات تحتاج الى صبر قوي وهمم عالية خصوصا أن التعامل مع أناس غير سويين ليس لهم مبادئ فيه صعوبات.
الإدارة السيئة لن تصنع البيئة العملية الجيدة ولن يكون العمل فيها ذا متعة، لأن بيئة العمل إذا كانت صحية وراقية ومواكبة للتطور، تكون دافعا للتميز والابتكار.
لذا صناعة المستقبل تبدأ بالإدارة الناجحة المعتمدة على العمل بروح عالية ونوايا حسنة، ولذلك هناك ضرورة لتجديد الدماء والاعتماد بشكل موسع على الشباب.
لذا إن مكافحة ومحاربة الإدارة السيئة التي تخالف القوانين والأنظمة الإدارية للمنظومة ولأنظمة لدولة بشكل عام واجب سام للتخلص من هذه العاهات الإدارية التي سئمناها ولم يعد لها مكان في روؤيتنا المجيدة.