سهلة المدني
لم ينته العمر لكي نبكي ألما على ما مضى ويمكن أن نرى الحياة بقلوبنا لا بعقولنا، نعم العقل يرفض الألم والقلب يقبله بكل صفاته، تسميات ومناصب كتبتها عقولنا ورفضتها قلوبنا نعم هذا ما يحدث في واقعنا، عندما نرى سلم الوظائف نجد بأن هناك تسميات مختلفة لها نعم وهذا يجعلك ترى بأن رؤية المجتمع لك واحترامه لك من خلال أن تعمل في مناصب إدارية كبيرة وليس في غير ذلك، وهذا يجعل سلم الوظائف يخسر كفاءات كثيرة، وعندما تجد من يرفض العمل في وظيفة حارس أو وظيفة بائع أو أي وظيفة لا تربطها صلة بالإدارة والمنصب وراتب كبير، فهذا سببه الراتب المتدني في الوظيفة وسببه أيضاً وهذا هو الدافع الأكبر ونظرة المجتمع لك بصورة ليست جميلة، فهم ليس لديهم ثقافة بأن العمل ليس هناك وظيفة عالية ووظفية متدنية، فكل الوظائف متشابهة وليس هناك وظيفة أعلى من الأخرى فهذه تسميات خلقت في داخل عقولنا وليس لديها أي قيمة أو معنى حقيقي في واقعنا فكل وظيفة لها قيمتها، فعامل النظافة له قيمة كبيرة من خلال عمله الذي هو يمثل نظافة والاهتمام بنظافة الأماكن العامة ورؤية الجميع لها جميلة ونظيفة وخالية من الأوساخ، وكل وظيفة لها قيمة كبيرة ولكن عقولنا وقلوبنا زرع فيها أنه يجب أن يكون لديك مكتب وتكون مديرا فيه ومسؤولا وهناك من تكون أنت الآمر الناهي عليه، وكل هذه أفكار ومعتقدات ليس لديها قيمة، بل هي تؤخر في تطور العالم وتجعل الإنسان ينغلق في عالمه ويعيش في وهم كبير لا قيمة له، وبذلك تنتهي قيمة الإنسان التي هي تعمير وبناء الأرض وخلق وظائف جديدة وعقول جديدة تخدم الوطن والمواطن وتكون عونا له في جعله يرى الطريق الصحيح، ويمكن أن يعمل الجميع ولكن لا يبني معتقداته من خلال ما يراه العقول التي دفنت في زمن لا وجود له، وأنت مدير في عملك مهما كان ومهما كانت رتبتك فأنت لك قيمة كبيرة من خلالك تتطور بيئة العمل ويكون لها أثر كبير والمدير هو في هذا المنصب لكي يختار الكفاءات والعقول التي لديها قدرة وشغف للتطور والنجاح في بيئة العمل وهو يدير ويختار ذلك وأنت وظيفتك هي الشغف والإبداع والإخلاص في عملك فأنت من تبني هذا العمل ودورك فيه كبير جداً فالبائع هو من يسهم في ارتفاع نسبة المبيعات لأنه هو من يتعامل مع المشترين وهو من يقنعهم بالسلعة، فالأساس لا يكون إلا من خلاله هو، لذلك نقع في خطأ كبير ووهو رؤية من له دور في نجاح بيئة العمل بأنه في مرتبة متدنية جدا فيلعمل مع أنه هو أساس استمرار ووجود العمل وقانون نظام العمل تبنى وأوضح كل ما يخص العمل من واجبات أصحاب العمل إلى واجبات العمال إلى ساعات العمل ومكافآة نهاية الخدمة كل شيء تحدث عنه للحفاظ على حقوق الجميع، وقانون العمل عندما نراه نجد بأنه يدعم الجميع في بيئة العمل ويعطيهم قيمة كبيرة، ولكن هناك الكثير أو البعض لا يقرأ قانون العمل ولا يطبقه فيجد بأنه وقع ضحية في عمله أو أنه ظلم في السلم الوظيفي ولم يجد العمل الذي يرغب به، لذلك كل وظيفة جيدة ومناسبة ولكننا بحاجة إلى تغيير نظرة المجتمع لهذه الوظائف لأنها هي أساس المجتمع وهي من تنمي اقتصاده وتجعله يصل للقمة دون جهد أو تعب، والأيدي المتشابكة تفعل ما لا تفعله الأيدي المتباعدة، نحن نموت ونبكي ونضحي من أجل الوطن، ولكننا بحاجة إلى تغيير عقولنا وقلوبنا لهذا العصر وتغيير بعض المسميات في الوظائف التي يراها الجميع متدنية ورفع رواتبها وذلك من خلال دعم القطاع الخاص لها برواتب وحوافز على كل الإبداع ونجاح في العمل ويمكن أن تعطي نسبة 5 % كمساهم في الشركة مهما كانت وذلك من خلال جهده وتفانيه في العمل، وذلك إذا قدم الكثير لهذه الجهة في القطاع الخاص أو الحكومي حسب ما تريد تقديمه أي جهة، وذلك من أجل أن تكسب أرباحا كثيرة ففي الدول الأجنبية تقدم لهم هذا النوع من التشجيع لكي يكون حبهم وتفانيهم في العمل كبيرا ولا حدود له، ولا يمكن أن تقدم هذا الدعم لمن لا يستحقه، ولا يمكن أن تمنعه ممن يستحقه لأننا نعاني في هذه الفترة الإفلاس بعض الجهات الخاصة لقلة الاهتمام وإخلاص الموظفين في عملهم لعدم شعورهم بالرضاء وشعورهم بأن حقوقهم وشبابهم ينتهي في سراب، ونحتاج أن نعطيهم دافعا يجعلهم يروا الحياة بطريقة مختلفة عن ذي قبل وعقول لم تخلق لكي تموت نعم نحن بحاجة إلى إدراك ذلك وفهمه جيدا لكي نرى ما لا يراه غيرنا.