د.عبدالعزيز الجار الله
عاشت المملكة تجربة طويلة وصعبة في استقبال واستيعاب أكبر عدد من المعتمرين في شهر واحد شهر مضان 1444هـ/ مارس إبريل 2023م، كانت التوقعات الإحصائية السابقة قبل رمضان 2023 تتوقع أن يصل:
- أعداد الحجاج والمعتمرين خلال رمضان هذا العام 30 مليون معتمر وحاج.
- ويصل مجموع المعتمرين والزوار للحرم النبوي والحجاج والوفود السياحية عدد 100 مليون نسمة خلال السنة.
لكن تجربة رمضان 2023 غيرت جميع التوقعات نتيجة التعديل في إجراءات العمرة والزيارة العائلية، والسياحية، وفتح باب العمرة طوال العام، والسماح للمقيمين في تعدد العمرة - تكرارها في السنة -، هذه التجربة قدمت أرقاماً وإحصاءات جديدة أقصت وأبعدت الإحصاءات السابق لتقدم في الثلث الأول العشر الأيام الأولى من شهر رمضان وصل الرقم إلى 10 ملايين معتمر، وعلى هذا القياس فقد تجاوز العدد 30 مليون معتمر في رمضان فقط، ممايقدم لنا رقماً آخر قد يصل إلى 200 مليون معتمر وزائر للحرمين، وحاج، وسائح وزائر للمملكة في السنة الواحدة، هذا دون تأشيرات العمل التي تتراوح بين 12-15 مليون مقيم في السنة.
إذن حدثت تطورات سريعة وتجربة نضجت تحت التنفيذ الفعلي هذا العام كأصعب تطبيق ومحك على أرض الواقع مما يتيح للجهات التخطيطية والإشرافية ومركز البحوث أن تستخلص النتائج للعمل القادم واعتبار رمضان 2023 المعيار الحقيقي لمدى استيعاب: المملكة، ومكة المكرمة، والمنطقة المركزية بمكة، والمرافق العامة في الحرم المكي، والقطاع الأمني والإداري. والخدمات الأساسية: المياه والكهرباء، والسكن والإيواء الفنادق، والغذاء، والخدمات اللوجستية الأخرى في تحمل وإدارة الحشود والتأكد من النجاح طوال العام دون حوادث أو أزمات كبيرة.
وبالتالي فإن هذه التجربة أكسبت القيادة حفظها الله، والجهات التخطيطية، والتنفيذية، والأمنية، معطيات عالية الأهمية تفتح مجالات أخرى، وهي قدرة المملكة على التوسع في مشروعات استثمارية واقتصادية جديدة مرتبطة بالحج والعمرة والسياحة، انطلاقاً من تجربة العمرة الناجحة، ومدى قدرة الجهات على فتح مجالات جديدة لم تعمل سابق نتيجة نقص التجارب والمعلومات التي تجعلها تبادر في تنفيذ مشروعات.